جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

تزوجت بدوياً (رواية تحكي قصة حب وزواج نيوزيلدنية ببدوي اردني بمدينة البتراء)

490

صيدنا بمشاركة الزميل (امين صوصو) مالك مكنب الشرق والغرب للسياحة والسفر

تزوجت_بدوياً

من أجمل الروايات التي قرأتها تحكي قصة حب وزواج وقعت فصولها في البترا بين الشاب محمد عبدالله المناجعة والفتاة النيوزيلدنية “مارغريت” والتى اصبحت فاطمة (ام رامي) فيما بعد ؛ قصة حب حقيقية تدمع لها العيون !!!

حولت مواطنة نيوزيلندية تدعى “مارغريت فان غيلدرملسين” قصة حياتها مع زوجها “البدوي” الأردني محمد عبد الله الذي تعرفت عليه عام 1978، إلى كتاب بعنوان “تزوجت بدويّاً” يروي تفاصيل حياة “البادية” الأردنية وقصة عشق عاشتها معه على مدار 24 عاماً.

سنة 1978 وصلت الممرضة النيوزلندية “مارغريت فان غيلدرملسين” برفقة صديقتها الاسترالية “اليزابيث” الى مدينة “البتراء” الاثرية في الأردن بقصد السياحة .

هناك كان مضيفهم هو الشاب البدوي “محمد عبدالله” وكان شاب بسيط فقير جداً يعيش في كهف جبلي في مدينة البتراء المنطقة الأثرية ، ولأن الحب ارادة من الله وقع البدوي “محمد” في حب “مارغريت” من النظرة الأولى وفي الوقت نفسه “مارغريت” اعجبت جداً به.
بعد مرور ايام قليلة اعترفت “مارغريت” لصديقتها “اليزابيث” بمدى اعجابها بالبدوي ، وبشهامته معهم ، و غض بصره ، وتفانيه في خدمتهم ، وكونه يحميهم ولا يطمع في اموالهم وزادت في القول انها تحبه.
الصديقة الاسترالية اتهمتها بالجنون وان هذا ليس الا شفقة ،
لكن “ان الله اذا اراد قلب لقلب جمع بينهم ووفق ارواحهم لبعض”.
في نفس السنة 1978 تزوجت “مارغريت” من البدوي “محمد” بعد ما اخبرت اهلها الذين رفضوا تماماً فكرة انها تتزوج من عربي و مسلم وفقير لا يملك اي شيء، لكن “مارغريت” كانت ترى انه يملك اعظم شيء و هو الأخلاق .. اخلاصه ، وفاءه ، احترامه للأنثى ، وهذا مما جعلها تضرب بكلام الكل عرض الحائط وتزوجته ، وعاشت معه مدة 7 سنين كاملة في كهف صغير في الجبل وسط حرارة عالية ومعاناة شديدة بدون كهرباء او ماء.
الا انها ذكرت انها كانت ايام سعيدة جداً لأنها كانت برفقة شخص يحبها جداً ويتفانى لأسعادها.
سنة 1985 الحكومة الاردنية تدخلت ونقلت “مارغريت وزوجها محمد” من الكهف المعزول الى قرية “ام صيحون” وكانوا قد رزقوا بـ 3 اطفال هما “سلوى ورامي ومروان” .
سنة 2002 توفى زوجها “محمد عبدالله” وحزنت عليه حزناً شديداً …. وعادت الى وطنها !!!
ولكن بسبب شدة حبها وارتباطها به روحيا ، أخذت اولادها ورجعت بهم الى “البتراء” لتعيش بالقرب من كهف زوجها محمد وتتذكر ذكرياتهم معاً
تقول انها كانت كل ما تحزن عليه تروح تدخل الكهف فتشم ريحته وتسمع صدى صوته وضحكته فيرتاح قلبها.
سنة 2003 كتبت “مارغريت” رواية واطلقت عليها “تزوّجت بدويًا” خلّدت فيها قصة حبها من زوجها العظيم على حد قولها ، ولما سألوها في وكالة الاناضول عن حافز الكتابة لقصتها ، قالت وهي تضحك : “سنوات كثيرة من الحوافز ، محمد كان شاباً رائعاً وقد تزوجنا ولدينا ثلاثة أبناء وقد عشت في كهف ، وكان لابد من كتابة القصة ليعرف العالم اجمع ان الحب يكمن في شهامة الرجل”.
في 2006 مارغريت طبعت كتابها في لندن وباعت 21 طبعة من 5 الاف بمجموع 105 الف نسخة، وترجمت القصة لـ 14 لغة مختلفة
وبسبب ان مارغريت كتبت عن جمال اخلاق البدو وشهامتهم وعن جمال مدينة “البتراء” الاردنية في سنة 2007 اختارت اليونسكو مدينة البتراء من عجايب الدنيا السبع بعد تصويت شارك فيه 70 مليون شخص.
مارغريت قالت ان والديها زاروها عدة مرات وانبهروا بالمكان وبسعادتها مع زوجها وانهم احبوه جدًا وعرضوا عليه اموال ليساعدوه لكنه رفض،وعرضوا عليه ان يسافر معاهم نيوزلندا ايضًا لكنه رفض واصر أن يعيش في ارضه مع زوجته.

وتعمل مارغريت الآن في مدينة البتراء الأثرية (جنوب غرب البلاد)، ويتمثل مكان عملها في طاولة خشبية تعرض عليها إكسسوارات فضية تبيعها للسياح ، والذي تحوّل إلى مكان عام يلتقط فيه زوار المدينة الأثرية الصور التذكارية معها نتيجة الشهرة الواسعة التي حققتها قصتها على نطاق عالمي.