كتب الصحفي ليث الفراية: الدكتور معتز السعود … قصة نجاحٍ تُروى بالعقل والضمير
الدكتور معتز السعود … قصة نجاحٍ تُروى بالعقل والضمير
كتب: ليث الفراية
في وطنٍ يصنع رجاله من الفكر سلاحًا ومن الوعي طريقًا تبرز شخصيات لا تشبه سواها تحمل في ملامحها هدوء الباحث وصرامة الموقف وتؤمن بأن الكلمة حين تُكتب بعقلٍ صادق يمكن أن تغيّر وجه التاريخ من بين هذه الأسماء يطل الدكتور معتز محمد السعود وجهٌ أكاديمي أردني استطاع أن يجعل من الفكر مشروعًا وطنيًا ومن العلم وسيلةً لتكريس قيم الدولة الحديثة التي تقوم على الوعي والانتماء والعمل المسؤول .
لم يكن الدكتور معتز السعود ابن صدفةٍ أو طريقٍ مُعبّد بل ثمرة رحلةٍ طويلة من الجهد قرأ فيها السياسة بعين الباحث وعاينها بعين المواطن فكوّن رؤيته الخاصة التي تمزج بين النظرية والتطبيق بين الفكرة والعمل وبين ما يجب أن يكون وما يمكن أن يتحقق هو من الجيل الأردني الجديد الذي لا يقف عند حدود التخصص بل يرى في العلم رسالةً وفي الوطن قضية وفي كل منبر فرصةً لتأكيد أن الأردن لا ينهض إلا بفكرٍ جديدٍ ومسؤول يوازن بين الأصالة والتجديد .
في شخصيته يتقاطع الهدوء مع الحزم والعقل مع العاطفة الوطنية فحديثه عن السياسة ليس تنظيرًا بل إيمانٌ بأن الممارسة لا تُصلحها إلا المعرفة وأن الأكاديمي الحقيقي هو من يفهم المجتمع قبل أن يدرّسه ويخدم وطنه بعقله قبل أي شيءٍ آخر .
لم يكن الدكتور معتز السعود مجرد باحثٍ في العلوم السياسية بل صوتًا أكاديميًا ناضجًا يرى في الفكر أداة لبناء الوعي الجمعي وفي البحث العلمي وسيلة لتقويم الممارسة السياسية حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية بامتياز عن أطروحة تناولت أثر الفكر السياسي على الممارسة السياسية من خلال دراسة مقارنة لمدرستين مؤثرتين في الفكر الإسلامي الحديث حسن الترابي وراشد الغنوشي..
هذه الأطروحة لم تكن بحثًا جامعيًا فحسب بل قراءة معمّقة في العلاقة بين النظرية والتطبيق وبين الفكر والدولة وهو ما جعل السعود أحد أبرز الأصوات الأكاديمية الشابة التي تُعيد تعريف مفهوم الفكر السياسي في المنطقة .
يعمل الدكتور معتز السعود باحثًا في مركز الدراسات الاستراتيجية ومحاضرًا غير متفرغ في الجامعة الأردنية حيث يجمع بين الدور البحثي والتحليلي وبين رسالته الأكاديمية في إعداد جيلٍ يفكر بعقلٍ نقدي ويقرأ المشهد السياسي بوعيٍ وتوازن في محاضراته لا يكتفي بعرض المفاهيم النظرية بل يربطها بالواقع المحلي والإقليمي فيسأل طلابه كيف يمكن للأفكار أن تغيّر مسار الدول وكيف يصنع الفكر السياسي قياداتٍ جديدة لا تكتفي بالاجترار بل تبتكر طريقها نحو المستقبل .
ولأن السياسة عنده ليست ترفًا معرفيًا بل حالة وعي ومسؤولية فإن السعود يؤمن أن كل دولة بحاجة إلى مفكرين بقدر حاجتها إلى إداريين وأن الفكر السياسي الأردني قادرٌ على أن يتجدد ما دام يحتفظ بجذره الوطني وبوصلته الأخلاقية .
على خلاف كثيرٍ من الأكاديميين الذين يبقون في فضاء التنظير اختار الدكتور معتز السعود أن ينزل إلى الميدان الاقتصادي بوعيٍ فكري فامتلك أحد الفنادق في قلب عمّان – منطقة وسط البلد تلك المنطقة التي تمثل نبض التاريخ وروح العاصمة لم يكن دخوله إلى قطاع السياحة محض صدفة بل نابعًا من رؤيةٍ عميقة تعتبر أن السياحة ليست نشاطًا تجاريًا فحسب بل أداة ثقافية لتثبيت الهوية الوطنية وتعزيز صورة الأردن كدولةٍ مضيافةٍ ذات تاريخٍ عريق وسط البلد بالنسبة له ليست مجرد موقع جغرافي بل ذاكرة مدينةٍ كاملة تختزل حياة الأجيال المتعاقبة لذلك فإن استثماره في هذا المكان يأتي بوصفه محاولةً لإحياء التراث لا لاستغلاله وإبقاء المكان حيًا في مواجهة موجات التغيير السريع والعمران الحديث الذي يهدد ذاكرة العاصمة القديمة .
وفي ترجمةٍ عمليةٍ لهذه الرؤية تم انتخاب الدكتور معتز السعود عضوًا في مجلس إدارة جمعية الفنادق الأردنية للدورة الجديدة ليكون ممثلًا لجيلٍ جديد من المستثمرين الشباب الذين يجمعون بين المعرفة الأكاديمية والرؤية الاقتصادية الحديثة وجوده في مجلس إدارة الجمعية يضيف بعدًا فكريًا للمشهد السياحي إذ يُتوقع أن يسهم في تطوير السياسات التي تربط بين التعليم السياحي والإدارة الميدانية وفي وضع تصورات جديدة لتسويق الأردن عالميًا كمقصد يجمع الأصالة بالتجربة الراقية فهو يؤمن أن الأردن لا يحتاج إلى تكرار في الخطط بل إلى فكرٍ جديدٍ يُعيد قراءة السياحة كقوةٍ ناعمةٍ للدولة قادرةٍ على فتح نوافذ الاقتصاد والهوية معًا .
من يتأمل مسيرة الدكتور معتز السعود يدرك أن وراء هذا الحضور الهادئ عقلًا تحليليًا دقيقًا يرى المشهد من علٍ لكنه لا ينفصل عنه هو يؤمن بأن السياسة لا تُصلحها الخطابات بل الفكر الواعي القادر على قراءة الواقع بجرأةٍ ومسؤولية وأن الدولة الحديثة تحتاج إلى نخبةٍ جديدةٍ تُوازن بين العلم والعمل بين المبادئ والمصالح وتُعيد الاعتبار للعقل الأردني كصانعٍ للتغيير لا كمجرد متلقٍ له وفي الوقت ذاته يرى أن الاقتصاد الوطني بحاجة إلى بُعدٍ ثقافيّ وإنساني وأن الاستثمار لا يكتمل ما لم يكن له أثر اجتماعي حقيقي لذلك يسعى من خلال تجربته في قطاع السياحة إلى أن يكون نموذجًا للاستثمار المسؤول الذي يخدم المكان والإنسان معًا .
ليس من السهل أن تجد اليوم شخصية تجمع بين العمق الأكاديمي والفاعلية الاقتصادية والانتماء الوطني الصادق لكن الدكتور معتز السعود يمثل هذه الثلاثية بامتياز هو من ذلك الجيل الذي يؤمن أن الأردن بحاجة إلى فكرٍ جديدٍ لا يقطع مع الماضي بل يبني عليه وإلى طاقاتٍ شابةٍ لا تكتفي بالتحليل بل تصنع فعلًا تنمويًا حقيقيًا في حضوره تجد هدوء الباحث ودقة المفكر وفي رؤيته ترى طموح رجلٍ يقرأ الغد بعينٍ مسؤولة لا حالمة إنه نموذج لجيلٍ أردنيٍّ جديدٍ يضع العلم في خدمة الوطن والفكر في خدمة المجتمع والاستثمار في خدمة الإنسان ومن خلال هذه المعادلة المتوازنة يمضي الدكتور معتز السعود في طريقٍ يزداد وضوحًا وصلابةً كل يوم طريقٍ عنوانه أن الوطن لا يُبنى بالصدفة بل يُبنى بالفكر والعمل معًا .