جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

الوزراء” الغشماء” …قدر وزارة السياحة والآثار

1٬210

دأبت أغلب الحكومات الأردنية وعلى مدى عقود على تجاهل القيمة الوطنية والأقتصادية لقطاع السياحة فتعاملت مع وزارة السياحة باعتبارها وزارة غير مهنية بل وزارة للعلاقات العامة تملاء بشاغر الكوتا و”المرضوة” والمحسوبيات الفاسدة فاتحة الباب على مصراعيه لأفساد صناعة السياحة باعتبارها أحد أهم المحركات التنموية في الأردن والحارس الأمين على الهوية الوطنية.وعززت هذه النظرة القاصرة القناعة لدى خبراء السياحة والمهتمين بأنه ما زال أمامنا مشوار طويل للأرتقاء لمستوى قطاع السياحة الذي يساهم ب 14% من الناتج القومي باعتباره صناعة وطنية يجب ان تعطى لها كل الأوليات.

لقد جلبت هذه السياسات المستهجنة لوزارة السياحة وزراء “غشماء” أو “غائبين فيله” فتصبح مواقف بعضهم بابا للتندر والأستهجان ناهيك عن خلطهم حابل السياحة والآثار بنابلها. ويعلق ابناء القطاع بالقول بان بعض الوزراء ربما يحترفوا التحدث بالطاقة الذرية اكثر مما يحترفوا ألف باء قطاع السياحة وتحدياتة الكبيرة. كما أن العديد منهم غادر الوزارة قبل ان يعرف الطريق المؤدية الى معظم المواقع الأثرية والسياحية في الأردن في وقت خبر فيه جيدا مسارات الطيران المؤدية الى عواصم العالم.

وجاءت نتائج هذه السياسات التي أرجو ان لا تكون مقصودة مكلفة على الأرث الحضاري الأردني فأغفل المسؤولون الغافلون اضافة بند في اتفاقية السلام لأسترداد محتويات متحف الآثار الأردني في القدس والتي سرقتها قوات الأحتلال الأسرائيلي في عام 1967، وكانت الصيد الثمين الذي أعطي الأولوية القصوى منذ الساعات الأولى لأحتلال القدس لتستمر مناحة سرقة دم هوية الأرث الحضاري من قرطبة الى القدس ثم الى متحف بغداد ومتاحف سوريا. ولم يستطع وزراء السياحة الغشماء المعينين بالكوتا و” المرضوة” بتحريك ادراكهم ووعيهم ولو فقط بالمطالبة الخجولة باسترداد التحف الأثرية الأردنية النادرة والمسروقة والتي انتهى بها المطاف في المتاحف العالمية مثل واجهة قصر المشتى وعشرات التماثيل النبطية التي سرقها عالم الآثار الأمريكي نيلسون جلوك من خربة التنور والفسيفساء الرومانية النادرة المسروقة من جرش وغيرها الكثير.

والطريف في الأمر أن هؤلاء الوزراء حركوا ادراكهم وتألقوا في الأحتفالاات والمهرجانات وحفلات السمر والسفر الى أقاصي الأرض فكانوا خير سفير غشيم اكتفى بلقب المعالي الذي لم يرد في خاطره أو خاطر أهله يوما، وقاموا بتحييد دور السياحة باعتبارها مسوقا ومروجا فريدا للهوية الوطنية الأردنية بأرثها الحضاري في وقت تمركزت فيه الصراعات عبر التاريخ حول هوية الأنسان والمكان. 

وأمام هذا الواقع المحزن فان الدعوة موجهه الى القطاع الخاص والفعاليات السياحية وخبراء السياحة ومجلسي الأعيان والنواب لممارسة ضغط حقيقي على أصحاب الدولة لأتقاء الله في هذا الوطن وقطاع السياحة والأرث الحضاري الأردني سعيا لتعيين وزراء متخصصين بقطاع السياحة يملكون الرؤية لتطوير القطاع وتذليل العقبات وصولا به الى صناعة احترافية .

الدكتور يوسف رشيد زريقات