جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

ابراهيم الزريقي يكتب : حال السياحة اليوم

371

نكتب اليوم مجددًا عن السياحة والعاملين بها والمستثمرين فيها وكل من يتنفع منها ويعيش منها وإليها

والله لم أكن أتخيل في يومٍ من الأيام أن يصل حال السياحة إلى ما نراه اليوم… المواقع السياحية الأردنية فارغة وكأنها مهجورة، البتراء بلا زوار، وادي رم بلا حياة، العقبة تنتظر عيونًا ترى جمالها، مادبا وكنوزها التاريخية وحرفها اليدوية بلا ضيوف، جرش تصرخ في صمت، والبحر الميت لا يجد من يغوص في سكونه

المصيبة أن الكثير من العاملين والمستثمرين في هذا القطاع لا يُسمع لهم صوت، صامتون رغم أن أرزاقهم تتآكل وأحلامهم تنهار أمام أعينهم، فهل ينفع الصمت في وقت يُنذر فيه كل شيء بانهيار وشيك؟

يا جماعة، حتى رب العالمين لا يسمع من ساكت، فكيف ستسمعنا الحكومة إن لم نرفع صوتنا ونطالب بحقوقنا؟
وأقولها بوضوح، ليس تحريضًا ولا إثارةً للفتنة، لكن واقعًا لا يجوز السكوت عنه

وأتوجه بكل احترام إلى دولة الرئيس والحكومة:
إذا لم نسمع منكم اليوم، فمتى؟
إذا لم نرَ تحركًا سريعًا وجريئًا الآن، فمتى سيتحرك أحد لإنقاذ ما تبقى من قطاع السياحة؟

نحن نعيش في زمن الشعارات الكبيرة والواقع المرير، والكل يتغنى بالملكية الأردنية وكأنها ذراع تنموية وطنية، بينما هي تنفّر السائح بأسعارها النارية بدل أن تستقطبه.

الملكية الأردنية هذه الأيام منشغلة بنقل الإخوة السوريين من كافة أنحاء أوروبا بأسعار عالية، وهؤلاء الإخوة الكرام يحملون جوازات أوروبية، وغدًا تطل علينا الحكومة لتحتسبهم سياحًا قادمين من أوروبا، وتُدرجهم في تقارير الأرقام وكأن شيئًا لم يكن

هل هذه سياحة؟ هل هذا إنجاز؟
أين السياسات الجادة لاستقطاب الزائر الحقيقي؟
أين الأسعار المحفزة؟
أين الطيران المنخفض التكاليف؟
أين الترويج الحقيقي للمواقع السياحية الأردنية؟

نحن لا نطلب المستحيل، بل فقط أن يشعر صانع القرار أن هناك قطاعًا يحتضر، وأن هناك أماكن ومواقع أردنية عالمية تعاني من عزوف الزوار ليس فقط بفعل الحرب في المنطقة، بل بسبب غياب الحلول، وغياب المبادرات، وسوء إدارة الأزمة في ظل الظروف الصعبة

أنقذوا العاملين والمستثمرين الذين صبروا طويلًا، لكن الصبر بدأ ينفد

نحن لا نملك ترف الانتظار أكثر
والصمت اليوم ليس خيارًا، بل تواطؤ غير مباشر مع الخراب
ابراهيم الزريقي رئيس الجمعية الأردنية للحرف والصناعات التقليدية والشعبية وتجارها