جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

تشييد تمثال في الصين مشابه تماما لتمثال ابو الهول التاريخي في مصر

1٬733

القاهرة عالم السياحة- استنكر وزير الآثار المصري محمد إبراهيم صنع نسخة طبق الاصل في الصين من تمثال أبو الهول الشهير في منطقة الأهرام جنوبي القاهرة، وهدد برفع شكوى إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” لإيضاح مدى الضرر الذي يلحقه التمثال الصيني بالتراث الثقافي لمصر.

وبث أول من أمس تقرير تلفزيوني يصور توافد صينيين لزيارة نسخة طبق الأصل بالحجم الطبيعي لتمثال أبو الهول في متنزه يجري بناؤه على مساحة كيلومترين مربعين في قرية على مسافة أربع ساعات من بكين ويتوقع أن يكون المتنزه موقعا لإنتاج أفلام وبرامج تلفزيونية.
وتمثال أبو الهول الذي نحت في صخرة بمنطقة الأهرام يمثل مخلوقا أسطوريا يجمع بين الحكمة والقوة فهو برأس إنسان وجسم أسد ويبلغ طوله 5ر73 متر وارتفاعه 20 مترا وعرضه ستة أمتار، ويرجح أن وجه التمثال يشبه وجه الملك خفرع وأنه نحت في عصره في الأسرة الرابعة “نحو 2613-2494 قبل الميلاد” والاسم المصري القديم لأبي الهول “حورس في الأفق“.
وقال إبراهيم في بيان الليلة الماضية إنه سيخاطب مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو لاتخاذ الإجراءات الخاصة بإطلاع الأعضاء الدائمين بالمنظمة “على حجم الضرر الواقع على التراث الإنساني المصري والمتمثل في ما فعلته إحدى الجهات الصينية بتشييد تمثال محاك لتمثال أبو الهول… وبصورة مشوهة لمقاييس وسمات التمثال الأصلي” المسجل في قائمة التراث العالمي.
وأضاف أنه سيطالب اليونسكو بتطبيق اتفاقيتها الموقعة العام 1972 والخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي ضد هذا الإجراء، حيث تنص الفقرة السادسة من الاتفاقية على أن تتعهد الدول الموقعة على هذه الاتفاقية على “ألا تتخذ متعمدة أي إجراء من شأنه إلحاق الضرر بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتراث الثقافي والطبيعي والواقع في أقاليم الدول الأخرى الموقعة على هذه الاتفاقية“.
وقال إنه طبقا للفقرة السادسة ستتم مخاطبة المدير العام لليونسكو ايرينا بوكوفا لإطلاعها على أن إعادة إنتاج تمثال أبو الهول “يلحق ضررا بالتراث الثقافي لمصر… محظور علي أي دولة المساس بالقيمة الاستثنائية لهذا التراث… والذي لا يمكن أن يسمح بإعادة إنتاجه دون قيود ودون الرجوع للدولة المالكة لهذا التراث“.
وقال ابراهيم إن وزارة الآثار ستنسق مع وزارة الخارجية المصرية لمخاطبة سفارة الصين بالقاهرة “وحثها على الالتزام بما نصت عليه اتفاقية اليونسكو” الموقعة العام 1972.
وقالت النقابة المستقلة للعاملين بالآثار في بيان أول من أمس إن تشييد التمثال “انتهاك لحقوق الملكية الفكرية والحضارية المصرية”، وحثت السلطات الصينية على “إيقاف هذا الأمر حفاظا على الاحترام المتبادل بين حضارة وتاريخ وعراقة البلدين“.
وكان قد نشر في الرابع من كانون الثاني (يناير) الماضي تقريرا عن دراسة للباحث المصري ياسر أبو النصر الذي حث بلاده على وضع اليات لحفظ حقوق الملكية الفكرية الخاصة بمستنسخات الآثار الفرعونية المنتشرة في بعض الدول وتشمل بنايات صرحية تشبه الأهرام أو المعابد الشهيرة، إضافة إلى صنع مستنسخات لقطع أثرية صغيرة الحجم