وزارة النقل… على سكة التطوير والتكامل الوطني
معالي نضال القطامين وزيرالنقل يعيد صياغة وهندسة وتطوير النقل
وزارة النقل… على سكة التطوير والتكامل الوطني
النقل_حين أتابع المشهد في وزارة النقل اليوم، أجد أن التغيير
فيها لم يأتِ صدفة، بل هو نتاج فكر إداري واعٍ بدأ يعيد تعريف مفهوم النقل كرافعة تنموية وليست مجرد خدمة لوجستية. فالمؤشرات التي نراها على الأرض تعكس تحوّلًا في فلسفة الأداء، حيث أصبح النقل في الأردن جزءًا من منظومة تحديث وطني أشمل، تتقاطع فيها التنمية الاقتصادية مع العدالة المكانية، ويتحوّل فيها التخطيط إلى أداة قياس حقيقية للإنجاز.
كمراقب، أرى أن الوزارة دخلت مرحلة تطوير جوهري في أسلوب التخطيط والتنفيذ، إذ انتقلت من إدارة التحديات اليومية إلى بناء رؤية استراتيجية تُعنى ببنية النقل الحديثة وربط المحافظات ضمن شبكة وطنية متكاملة، هذه الرؤية تُعيد رسم الخريطة التنموية من جديد، عبر توفير بيئة نقل تساهم في تحفيز الاستثمار، وتحسين حياة المواطن، وتخفيف الضغط على المدن الكبرى.
ومن أبرز المشاريع التي تعكس هذا التحول الطموح مشروع السكك الحديدية الوطنية، الذي يُعدّ نقطة تحول تاريخية في مسار الوزارة، فهو ليس مجرد مشروع نقل، بل مشروع وطني شامل يعيد ربط المحافظات ويخلق جسورًا اقتصادية واجتماعية جديدة، ويجعل الأردن مركزًا لوجستيًا في المنطقة. هذه الرؤية لا تنطلق من ترف التخطيط، بل من حاجة وطنية إلى إعادة التوازن بين مراكز التنمية وتحقيق العدالة في الخدمات والبنية التحتية.
وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل الدور الفاعل الذي يقوم به معالي نضال القطامين في إعادة صياغة المشهد داخل الوزارة، فالرجل يتميز بقدرة واضحة على المواءمة بين الطموح الواقعي والقرار التنفيذي، ويقود فريقه برؤية تقوم على الجرأة في التغيير والانفتاح على أدوات الإدارة الحديثة، ما يميزه أنه لا يكتفي بوضع الخطط، بل يسعى لترجمة الأفكار إلى نتائج ملموسة، من خلال متابعة حثيثة لملفات النقل العام، والمشاريع المشتركة مع القطاع الخاص، ومبادرات التحول نحو النقل الذكي والأخضر.
ولعلّ ما يلفت الانتباه أن الوزارة أصبحت اليوم أكثر حضورًا في المشهد الاقتصادي، وأكثر التصاقًا بالمواطن وهمومه اليومية. فخدمات النقل لم تعد محصورة في المدن، بل اتجهت نحو ربط الأطراف والمناطق النائية، ما يعزز العدالة المكانية التي طالما كانت مطلبًا وطنيًا ملحًا، هذا النهج يعكس فهمًا عميقًا لدور النقل في تحفيز النمو، وضمان استدامة التنمية، وتقليل الفوارق بين المحافظات.
من زاوية تحليلية، أرى أن ما تقوم به وزارة النقل اليوم هو إعادة هندسة للقطاع برمّته؛ إصلاح في التفكير قبل البنية، وإعادة تعريف لدور الوزارة من جهة مشرفة إلى جهة صانعة للتغيير، إنها تمضي نحو بناء قطاع نقل وطني ذكي ومستدام، قادر على مواكبة المستقبل بثقة وكفاءة.
ختامًا، يمكن القول إن وزارة النقل تسير اليوم بثبات على سكة منضبطة ومرسومة بعناية، تقودها رؤية عصرية وقيادة تؤمن بأن الوطن لا يتحرك بالعجلات فقط، بل بالعقول التي تديرها، إنها تجربة تستحق التوقف عندها، لأنها تُثبت أن التخطيط إذا اقترن بالإرادة، يمكن أن يحوّل حتى الطرق الصامتة إلى شرايين حياة تنبض بالتنمية والإنجاز.
محمد علي الزعبي
حين أتابع المشهد في