جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

نص الرسالة التي وصلت من الأسير زهدي شاهين الى محمد عساف

1٬588

عالم السياحة-أطل علينا هذا الموسم برنامج (محبوب العرب) الذي تبثه قناة الـ MBC بحلة جديدة، فكثرة الأصوات العربية الجميلة على امتداد مساحة وطننا العربي الكبير، وضعت المواطن العربي في حيرة أمام اختياراته، وليس فقط لجنة التحكيم الموقرة.

ولا شك أن هذا البرنامج الذي يساهم في اكتشاف المواهب العربية الخلاقة، وضخ الساحة الفنية بمزيد من الأصوات الطربية الأصيلة، يعتبر من أكثر البرامج العربية التزاماً بالمقاييس المهنية والفنية، وهذا ما أكدته القرارات الحكيمة التي اتخذتها لجنة التحكيم على مدار الأسابيع الماضية، باستثناء منح بطاقة الإنقاذ في لحظة مبكرة، عدى عن كونها أٌسْتُخدِمَت لصالح شخص تم انقاذه سابقاً، مما ميزه عن بقية زملاءه بحصوله على فرصتين متتاليتين في الوقت الذي حُرِم فيه آخرين من فرصة واحدة. الأمر الذي لاقى جدالاً وانتقاداً واسعاً في صفوف الأسرى حسب مجلة الجرس.

قد يستغرب البعض من اهتمام الأسرى بهذه التفاصيل، غير أن مؤشر الحقيقة في (المجتمع الإعتقالي) يؤكد أن تفاعل الأسرى مع القضايا الوطنية والقومية يحمل في طياته بعدا واقعياً راقياً، حول كل فعل تقدمي في إبراز الوجه الحضاري لأمتنا العربية.

ومن وجهة نظرنا يعتبر (محبوب العرب) برنامجاً فنياً قومياً بامتياز، ونحن الفلسطينيون نمتلك فيه عمقاً وطنياً ذو مظلة قومية من خلال الشاب الموهوب محمد عساف، الصوت الفلسطيني الذي تصدح حنجرته برشاقة شواطئ غزة هاشم، وعنفوان جبال الكرمل والجليل، وعذوبة ترانيم الروح في شوارع وأزقة القدس العتيقة!

فحياة الأسير مليئة بالهموم والعذابات اليومية، وجزء من الصراع الذي يديره الإحتلال خلف جدرأن السجون يستهدف اقتلاع الفرحة المصغرة بحجم المكان الذي نُحتجز فيه من قلوبنا بِنِيَةْ خدمة مشروعه المتواصل لكسر إرادة المناضل الفلسطيني والعربي.

وبدورنا نسعى قدر الإمكان وفق الإمكانيات المتواضعة المتوفرة لدينا، إلى خلق وابتكار مصادر بهجتنا، والإستفادة من كل بارقة عطاء تخفف من وطأة الهجوم على معنوياتنا.

وعلى هذا الدرب نواصل مشوار كفاحنا من أجل انتزاع حقوقنا من بين براثن المحتل الغاصب، وفي الآونة الأخيرة خضنا اضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر قرابة الشهر، وكان من بين أهم مطالبه استعادة بث الفضائيات العربية، ومن بينها قناة mbc فهل تعلم هذه الفضائيات أن ثمن مشاهدتها كلفنا آلاف الأطنان من اللحم البشري وعشرات الأمراض المزمنة؟!