جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

ثورات تغيب العقل وحكام لن يجدوا ما يحكموا- محمود الدويري

1٬574

ما يحدث في الوطن العربي من متغيرات لا يتفق مع روح المنطق ولا يتوافق مع العقل ، ما نشهده مثلا في مصر ينذر باخطار تتوالى لا يمكن التنبؤ بها ، وليبيا شهدت دمارا يحتاج لسنوات طويلة لاعادة الوضع على ما كان عليه والعراق لم تتعافى رغم مرور 9 سنوات واكثر واليمن لن يستقر حالها  في زمن منظور وتحمل في طياتها تقسيم لليمن من جديد  وكذلك تونس لن يستقر حالها رغم مرور مدة زمنية معقولة.

نقول  ثورات العرب تحتاج لدراسة عميقة وغريبة اذ لا تبدو لها اهداف وتنحصر بفوضى تبدأ ولا تنتهي ويسود من يحاول قيادتها روح الجدل والابتعاد عن كل معاني الديمقراطية باستخدام اكثر ادوات الديكتاتورية المعروفة بحيث يقصي كل من يخالف (القادة الجدد) اضافة الى سياسات الانتقام والتصفيات بوسائل اجرامية دون النظر لمصالح الشعوب، ان اقصاء احزاب كما حصل في العراق –اقصاء حزب البعث وتصفية قادته واعضائه وحرمانهم من كل حقوق يؤكد  انعدام روح المصالحة والحياة الديمقراطية السليمة وحدث ذلك في مصر حيث حرم اعضاء وقادة وكوادرالحزب الوطني من المشاركة في الحياة السياسية اضافة الى التخوين والاتهام لكل من انضم الى حزب كان يقود الحياة السياسية هناك الى جانب احزاب اخرى ، ونفس السيناريو في تونس اما ليبيا فتشهد انتقامات وفرز لا يشمل  البعض وانما يمتد الى حرمان عشائر وانها مدن فقط لانها لم تنضم للثورة الليبية منذ البداية اضافة الى قتال شرس يدور من حين لاخر للتوزيع المكاسب والاكثر قوة هو من سينال اما الضعفاء فلا مكان لهم.

هذه بعض الملامح ويوازيها انكماش اقتصادي وفلتان امني وفوضى وغياب للقانون وحرامية تطارد قوى الامن وبطالة وديون … اظن بل اجزم انها الفوضى كما خطط لها اعداء الامة العربية وقد باتت الملامح تبدو من غياب للهيبة القانونية حتى في الدول التي لم تطالها تلك الثورات المزعومة .

ان المراقب لما يحدث في اي مدينة او شارع عربي سيرى تصرفات يتجاوز فيها الناس على القانون والانظمة ظنا منهم ان هذه هي الديمقراطية  ، سيسمع السب والشتم لاي شخص وباي مناسبة ، وسيرى التظاهر والاعتصام لاتفه الاسباب واحيانا كوسيلة للابتزاز او فش الغل او الخلق  على الدولة واجهزتها ومؤسساتاها، وسيرى ويسمع تسميات لايام الجمع  تعقد فيها المسيرات ترفع شعارات ونداء بالاصلاحات بعموميات لا يمكن تحقيقها بسنوات ويطالبون بها بشكل فوري ولا يعطون فرصة لمن يحمل لواء الاصلاح انهم يريدون كل شئ ولا يملكون اي فكر لحل مشاكلهم الخاصة

  وسيجد انه من السهل مخالفة القانون والفلتان من العقاب وباختصار اصبحت نظرة الافراد للنظام والقانون نظرة استعلائية لعدم توفر ثقافة الديمقراطية