جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

انطلاق مونديال كأس العالم لكرة القدم للسيدات في كندا هذا الأسبوع

1٬387

تتصاعد السخرية وعبارات التهكم مع انطلاق مونديال كأس العالم لكرة القدم للسيدات في كندا هذا الأسبوع. فبالنسبة إلى هؤلاء المتهكمين، النساء لا يلعبن كرة، إنهن مجرد مؤخرات تتحرك ببطء، واهنات، غبيات، لا يمكن أن يتقنّ فن التعامل مع الكرة المستديرة. هذه النظرة العنصرية محركها بالدرجة الأولى رجولي، وإذا اشتركت بعض النساء مع هذه النظرة فلأنهن يعانين من عقدة أنثوية.

وعندما يتراجع قليلا مثل هذا الازدراء عند البعض، فلأنهم ينظرون إلى اللاعبات في الميدان بوصفهن أجسادا جنسية مثيرة لا أكثر، ليس كما تحملق عيونهم بشبق في حركات لاعبات التنس، وإنما بنفس الخيال المريض إزاء المرأة بصفتها سلعة جنسية.

وحقيقة الأمر إن أداء النساء لكرة القدم أشبه بعسل مسال أو حليب مسفوح حسب تعبير الشاعرة الإنكليزية سارة مكواير. من الطبيعي ألا تمتلك النساء نفس القدر من القوة والسرعة اللتين يؤديهما الرجال في المضمار نفسه ولهذا تفسير بيولوجي، لكنهن يلعبن بطريقة هادئة شيقة وممتعة.

ولو تخلص المتهكمون على أداء النساء لكرة القدم من إحساسهم بالتفوق الرجولي وتابعوا مونديال كندا للسيدات بذائقة بصرية وبمتعة كروية لاكتشفوا العسل المسال في كرة قدم النساء. إنها لعبة خالية من العنف ورشيقة وتنم عن فن مواز لكرة قدم الرجال وليس في سباق معها.

كرة قدم السيدات تتطور مع إنها تخلّفت أكثر من ستين عاما عن مونديال الرجال، وبدأت دول كثيرة تدخل المنافسة، وشهدت البطولة التي انطلقت بالأمس مشاركة 24 منتخبا بزيادة ثمانية منتخبات عن البطولة السابقة مع ارتفاع مستوى كرة القدم النسائية في العديد من أنحاء العالم، إلا في بلداننا العربية.

مونديال كندا سيكون مشوقا بأكثر مما كان الحال عليه في برلين وشنغهاي، وسيكون فرصة لمتابعة فلسفة النساء وحكمتهن في التعامل مع الكرة، وتبدو لي هذه البطولة فرصة متأتية للدعاة ولرجال الدين، من القرون الغامضة، الذين ما زالوا يعيشون معنا، لاكتشاف القيمة الإنسانية لدى المرأة علهم يتراجعون أولا عن رفع سيف الله في وجه النساء الحالمات بقيادة السيارة لنؤجل طموحهن في ممارسة كرة القدم.

من المحزن أن تمنع النساء في بعض البلدان من دخول ملاعب كرة القدم، لذلك من الأسى أن يصبح توقنا إلى مشاهدة أكثر من منتخب نسائي عربي في مونديال السيدات، مجرد توق بعيد المنال