جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

تراجع عددالسياح الى مصر بنسبة 40 % خلال الربع الأول من العام الحالي مقابل خطط طارئه لتجاوز التراجع

2٬200

عالم السياجة- عربي-دولي- أكد وزير السياحة المصري يحيى راشد ثقته في قدرة بلاده على جذب ملايين السياح الأجانب مجدداً، على الرغم من تراجع عددهم بنسبة 40 % خلال الربع الأول من العام الحالي.وقال الوزير راشد، الذي تولى منصبه الشهر الماضي خلفا لهشام زعزوع، في مقابلة مع وكالة رويترز: “أنا متفائل كثيرا في مستقبل السياحة بمصر، وأريد أن أنقل الابتسامة إلى وجوه الجميع، وعلينا أن نبقى إيجابيين”. مضيفا: “القدرة على استعادة حركة السياحة أولوية بالنسبة إلينا، وهدفنا جذب 12 مليون سائح حتى نهاية عام 2017، وذلك يتطلب الكثير من العمل”.وأوضح الوزير المصري أن عدد السياح عموما تراجع بنسبة 40% في الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، ولكن عدد السياح الخليجيين زاد بنسبة 45%.

وتكبّد قطاع السياحة المصري خسائر فادحة منذ تحطم طائرة الركاب الروسية في سيناء خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015 ومقتل 224 شخصاً كانوا على متنها، من جراء عمل إرهابي استهدفها، ما أدى إلى خسارة الجانب المصري للسائح الروسي.

ومازاد الطين بلة، نشوب أزمة سياسية ودبلوماسية بين إيطاليا ومصر في أعقاب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي اختفى أياماً ثم عثر على جثته على قارعة طريق في فبراير/ شباط الماضي وعليها آثار تعذيب شديد.

وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، إن التعذيب بهذه الطريقة يشير إلى مقتل الشاب الإيطالي على أيدي قوات الأمن المصرية، ولكن القاهرة نفت بشدة هذه الاتهامات التي امتدت آثارها إلى القطاع السياحي وأساءت إلى صورة مصر في الخارج.

وفي هذا الصدد، قال الوزير المصري راشد لـ”رويترز”: “المؤسسات الحكومية تعمل على هذه القضية ولا أريد التدخل في عملها أو أن أتكهن في شأن ما توصلت إليه، ولكنني واثق بأن الحكومتين المصرية والإيطالية لديهما علاقات تمتد لقرون وستتوصلان إلى حل، وما علينا فعله هو أن نؤكد للعالم أننا لا نقول سوى الحقيقة”.

وعن سير التحقيقات في القضية والأثر الذي سيتركه ذلك على صورة مصر في الخارج قال: “العدالة لا تتجزأ، فلماذا قد تغطي الحكومة المصرية أي أحد؟ لا مصلحة لنا في هذا، وعلى العدالة أن تأخذ مجراها”.

وعلى الرغم من تراجع الحركة السياحية بمصر باضطراد، فإن الوزير يحيى راشد عبرعن تفاؤله باستعادة مصر لمكانتها كواحدة من أفضل الوجهات السياحية، مؤكدا أنه تم وضع خطة  تتضمن 6 نقاط ترتكز على العمل مع الشركات السياحية المصرية والشركات السياحية في العالم، وتعزيز أجندة النشاطات والمؤتمرات الخارجية في مصر.

وتشمل الخطة توسيع قطاع الطيران المحلي وتعزيز عمل شركة “مصر للطيران” في عدد أكبر من الدول والمدن وربط الخارج بمزيد من الرحلات المباشرة من المدن الأوروبية إلى المناطق السياحية المصرية، فضلاً عن تعزيز التعاون مع شركات الطيران الاقتصادي.

وتتضمن الخطة تنظيم برنامج للأنشطة الترفيهية في كل المناطق السياحية، وتطوير البنية التحتية وتسهيل التنقل بين المناطق السياحية وتسهيل وسائل الاتصالات وتوفير كل التسهيلات بهدف توفير متطلبات البنية التحتية السياحية.

هذا وشدد الوزير المصري على العمل في إطار الخطة على تجديد وتحسين الفنادق وتطوير القدرات البشرية عبر دورات تدريبية بالتعاون مع كبار الشركات والمعاهد التدريبية. مشددا على أهمية دعم المستثمرين الحاليين في قطاع السياحة وتقديم نموذج من خلالهم لقطاع المستثمرين بأكمله، ما سيشجع المستثمرين على توظيف أموالهم في القطاع.

ويسعى قطاع السياحة المصري، وهو أحد ركائز الاقتصاد ومن المصادر الرئيسة للعملة الصعبة، إلى استعادة عافيته بعد الأزمة السياسية والاقتصادية التي عصفت بالبلاد عقب ثورة عام 2011 التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وزار أكثر من 14.8 مليون سائح مصر عام 2010 وانخفض العدد إلى 9.8 مليون عام 2011. تجدر الإشارة إلى أن خسائر مصر جراء رحيل السياح الروس والبريطانيين بعد كارثة تحطم الطائرة الروسية، قدرت بنحو 4 ملايين دولار يوميا، حيث تشكل عائدات قطاع السياحة 11.5% من إجمالي الدخل القومي للبلاد، بحسب وزارة السياحة المصرية ، التي أكدت أن روسيا تحتل المركز الأول في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، حيث بلغ عدد المواطنين الروس الذين قصدوا مصر بهدف السياحة عام 2014 نحو 3.16 مليون سائح، تليها بريطانيا، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة ، حيث يوجد في مصر أكثر من 15 منتجعا، ويعد منتجع شرم الشيخ الأكثر شعبية، ويعمل نحو 50% من القطاع السياحي في هذا المنتجع بفضل السائح الروسي حيث شكل السياح الروس في عام 2014 نحو 31% من إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر، وقاموا بتوفير عائدات لمصر تقدر بـ 1.9 مليار دولار، ما يعادل ربع إيرادات مصر من العملة الأجنبية خلال عام 2014 .

وأضاف الوزير المصري: “آليتنا تهدف إلى جذب عدد أكبر من العدد الذي ذكرته بكثير، فالسياحة المصرية كانت أساساً للسياحة العالمية، ولا توجد أسباب تمنع عودتنا بقوة وبسرعة وبطريقة منظمة”.

وتابع راشد:”مستوى الأمن في المطارات المصرية تحسّن منذ حادث تحطم الطائرة الروسية”. مشيراً إلى أن التعاون مع شركة “كونترول ريسكس” الاستشارية في مجال الأمن والأخطار مستمر.

ونقلت “رويترز” عن المسؤول المصري قوله: “نعمل على تحسين الأمن، والجهات المسؤولة عن هذا الموضوع تعمل لتعزيزه في كل مكان، ومصر آمنة”، منوّها بأنه لايجب أن توصم مصر بوصمة أنها “غير آمنة”، في الوقت الذي أصبح باستطاعة الإرهاب الوصول إلى أي مكان.