جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

السياحة الحلال-د. خالد الرشيد مؤسس جمعية خبراء السياحة العرب

2٬032

عالم السياحة -إن مفهوم السياحة الحلال ,,, هو مفهوم ومشروع اللحظة والظروف الاستثنائية الحالية التي يعيشها المسلمون حول العالم وبالأخص في القارة الأوروبية، وهو مهم لتخفيف هذا الاحتقان العالمي الحالي والعنصرية التي تمارسها بعض الدول ضد الاسلام والمسلمين, ولحماية السائح المسلم من هذه المضايقات التي تمارس ضده التي لم تتقبله ولم تتقبل ثقافته وسلوكياته ولم تعترف بحقه في ممارسة طقوسهم الدينية، بل أن السلوكيات أو العادات الاسلامية أصبحت لدى البعض تعبيرا ورمزاً للتطرّف والارهاب. 

ولقد أستغلت بعض الدول الأحداث الارهابية التي وقعت منذ أحداث الـ 11 سبتمبر وحتى الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض الدول الاوربية, والتي للأسف تم تسييسها ضد الاسلام والمسلمين كافة من خلال إستحداث قوانين تستفز المسلمين وتقيد حرياتهم الدينية وممارساتهم لعباداتهم، وللأسف تقبلتها المجتمعات الغربية المتحضرة نتيجة تأثير الاعلام الغربي الذي رسم صورة ذهنية خاطئة عن الاسلام والمسلمين, والناس حين يقعون تحت تأثير الخوف والغضب ينحصر اهتمامهم بالنجاة والبحث عن تحقيق الأمن ولو كان ذلك على حساب المبادئ والقيم.

في مارس الماضي 2016 وخلال فعالية بالجمعية العامة للأمم المتحدة حول القضاء على العنصرية والتمييز العنصري أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون عن القلق البالغ إزاء تصاعد التعصب والعنصرية حول العالم ضد المسلمين خصوصا وقال بان كي مون، انني “أشعر بالقلق البالغ إزاء تصاعد التعصب والآراء العنصرية والعنف المدفوع بالكراهية حول العالم.

كما أكد ذلك روجر أوين الأكاديمي والسياسي البريطاني، الذي نشر مقالا قال فيه إن حجم ما يتم بثه من أخبار وتغطيات عن العالم العربي والإسلامي يثير العداء والكراهية في نفوس الغربيين ضد المسلمين، وذكر بأن العشرات من الكتب التي صدرت وعشرات الدراسات التي تم نشرها في الجارديان وفي الصحف البريطانية والأميركية وغيرها تتحدث عن هذا العداء الذي يبثه هذا الإعلام بأن المسلمين يرتبطون بالإرهاب والمسلمين هم إرهابيون وهم متطرفون.

ونشرت صحيفة صنداي تايمز تلغراف البريطانية تحقيقا أجرته خلص إلى أن خمس سكان دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 ستصبح مسلمة بحلول العام 2050 يعني في العام 2050 سيصبح 20% من سكان أوروبا من المسلمين، وقالت في لهجة تحريضية إن صانعي السياسة في الغرب أخفقوا في مواجهة تحديات ما وصفته بالقنبلة الديموغرافية الإسلامية في الغرب.

من خلال مشاركتي، في مؤتمر السياحة الحلال الذي نظمته وزارة السياحة التركية الأسبوع الماضي في مدينة قونية التركية ( عاصمة السياحة الاسلامية 2016 ) والذي شهد مشاركة وتفاعل إسلامي كبير..

أرى بأنه يجب علينا كعرب ومسلمين أن نحدد العلاقة التي تربطنا بالغرب شعوباً وحكومات، وأن نعي جيدا كيف يرونا وأن يكون لنا موقف تجاه طريقة في التعامل معنا, وأن تكون لنا أيضا مواقف تجاه هذه العلاقة الفوقية وهذه النظرة الدونية للسياح العرب, فبالرغم من العائدات والاضافة الإقتصادية التي تحققها هذه الدول من أموال السياح العرب, إلا إنها تتفنن في وضع القوانين والأنظمة الإستبدادية والإستعلائية, وكأن هؤلاء السياح جائوا لاجئين لا سواح ينفقون الملايين في دعم إقتصادهم الوطني ودعم شعوبهم وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين الغربيين.

وَمِمَّا يؤلم أنه بالرغم من وجود العديد من الخيارات ومن الوجهات السياحية البديلة والتي قد تكون أكثر جمالا وأكثر إحتراما وتقديرا للسائح العربي (المسلم) الا أن البعض يصر على زيارة هذه الدول متجرداً عن شخصيته ومن كرامته ومنبطحاً تحت هؤلاء المتغطرسين الذين قد يرون في كلابهم قيمة أكثر من هذا العربي الدخيل, فمتى نستقل بقراراتنا ومتى يصبح لدينا شخصية وهوية نستطيع إتخاذ القرارات التي تحافظ على حقوقنا وعلى قيمتنا وشخصيتنا الدولية.

إن تنظيم مؤتمر السياحة الحلال في تركيا هو رسالة لكل المسلمين حول العالم ودعوة لزيارة البيئة السياحية الملائمة لهم وهو قرار مهم وفي وقته المناسب … وإهتمام الحكومة التركية ب ( السياحة الحلال ) وحرصها على توفير البيئة السياحية الاسلامية والإحتياجات والمتطلبات التي يتوقعها السائح المسلم والبيئة المحافظة التي تمنحه الحرية والخصوصية الإسلامية وتراعي عادات وتقاليد وسلوكيات الضيف أو السائح المسلم.

هذه الاستراتيجية وهذا التوجة سيضيف ميزة نوعية تعزز المقومات السياحية التركية وتعطيها قيمة مضافة تحسن وتعزز من قدرتها التنافسية على الخارطة السياحية العالمية.

فكما “يفيد تقرير لرويترز عن الاقتصاد الإسلامي بأن حجم الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر إلى الخارج بلغ 142 مليار دولار في 2014 باستثناء الحج والعمرة, مما يجعل هذا السوق يشكل 11% من الإنفاق العالمي على أسواق السفر”.

وبلغ عدد المسافرين المسلمين في 2015 قرابة ال 117 مليوناً, ويتوقع التقرير زيادة في الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر إلى الخارج إلى 233 مليار دولار عام 2020، معتبرا أن “سفر المسلمين لقضاء العطلات والترفيه قد تجاوز إطار الاقتصاد الإسلامي وأصبح في حد ذاته قطاعا رئيسيا في الاقتصاد العالمي الأوسع”.

ومن هنا تأتي أهمية توجيه جزء من إستثمارات الدولة في مجالات (السياحة الحلال) والتسويق لها بشكل محترف إذا ما أرادت تركيا تجاوز التحديات والتنافسية العالمية التي يشهدها سوق السفر وبنجاح كبير, وإذا ما أرادت أستقطاب السياح العرب والخليجيين على وجه الخصوص والذين يعتبرون مطلب للعديد من الوجهات الساحية فكما تشير بعض الأحصائيات أن السائح الخليجي يحتل المرتبة الأولى عالميا بحجم الإنفاق الذي يصل ل 7000 دولار للرحلة السياحية الواحدة وأن حجم الإنفاق الخليجي في السياحة الخارجية تجاوز ال 76 مليار دولار.

وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر للحكومة التركية على كرم الضيافة وحسن الإستقبال متمني للسياحة التركية المزيد من التقدم والنجاح،،،،

{jcomments on}