جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

سعيدون للبتراء،-رامي الطراونة

1٬031

سعيدون للبتراء،

منذ منتصف القرن 20 و البتراء تسوق عالميا على جزء من التراث العبري. وبعد توقيع اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية قفز الترويج السياحي للبتراء ضمن إسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة. مئات الحملات التي تعرض البتراء و كأنها جزء من إسرائيل و تضعها على الخارطة السياحية الإسرائيلية. حتى وادي رم كان يعرض على أنه جزء من المنتج السياحي الإسرائيلي في الولايات المتحدة و أوروبا.
عام 2014 بدأ التعاون بين أفراد ويكيبيديا وهيئة تنشيط السياحة؛ الرائع، الأستاذ عبد الرزاق عربيات. تشاركنا مع الهيئة فكرة إعادة تشكيل الوعي السياحي العالمي بما يختص بالأردن و محتواها السياحي.
تعاون متطوعو ويكيبيديا حول العالم (وخاصة الأردنيون) على كتابة المقالات اللازمة وبعشرات اللغات، مقالات تم قراءتها عشرات الملاين من المرات منذ وقتها إلى الأن.
ومنذ بداية عام 2016 بدء قياس ارتباط الأردن مع البترا عالميا (في الرسم الملحق). وتم ملاحظة بدء عملية التقارب عبر الأشهر منذ يناير 2016. كان من الواضح أن حملات متطوعي ويكيبيديا تؤثر شيئا فشيئا، لكن ما لفت الانتباه هو تأثير حملات هيئة تنشيط السياحة التي كانت تعتمد على استعمال الصور على الحافلات أو في الأماكن العامة خلال عامين متتاليين. وأصبح واضحا وقتها أن للصورة تأثير طاغي على الوعي أكثر من تأثير النص المكتوب.
عام 2018، ومن خلال مجموعة متطوعين متميزين، تم إشراك البتراء في مسابقة Wiki Loves Monuments (أضخم مسابقة تصوير على مستوى الكرة الأرضية، حسب كتاب جينيس [1] ) وذلك بالتعاون مع المجموعة الهولندية وعمل متطوعوا ويكيبيديا بجهد لضمان إدراج صور متميزة للبترا في المسابقة و ضمان حصول تصويت عادل.
في شهر سبتمبر 2018 فازت صورة البترا بالمركز الثاني عالميا [2]، و حصلت الصورة على مشاهدات بمئات الملايين حول العالم. و فورا تم تثبيت ارتباط البترا مع الأردن ضمن الوعي العالمي المشترك. وإلى الأن، ولقرابة العام، و البترا ما تزال تحافظ على ارتباطها بالأردن في وعي الفرد العالمي.
لحسن الحظ، أطلقت جامعة الحسين بن طلال، هذه السنة، مجموعة مبادرات متعلقة بالبترا. سنحاول استعمال الزخم في الجامعة والذي يزرعه رئيسها، لدفع طلبتها على تطوير محتوى مرئي مميز يمكن نشره عالميا للحافظ على ارتباط البترا بالاردن، و لإضافة مدخلات سياحية أخرى ضمن جنوب الأردن إلى خارطة الأردن السياحية. وبالتأكيد نتمنى أن تشاركها جامعات أخرى.

بعد أربع سنوات من العمل المركز لا يمكن القول إلا أن الجميع سعيد للبترا. عشرات الجهات عملت، بهدوء و بدون أنانية، لتسويق البترا، كل جهة شكلت مسننا في آلية ضخمة سوقت البترا.