جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

الدور الهاشمي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف بقلم :عبد الحكيم محمود الهندي

بقلم :عبد الحكيم محمود الهندي-رئيس جمعية الفنادق الاردنية ومدير عام الشركة الأردنية للتعلم الفندقي والسياحي

768

عالم السياحة:مقالات-

لدور التاريخي للهاشميين في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف هو تاريخ اصيل مشرف يُسطَر بماء من ذهب ،تاريخ امتد منذ بداية الرسالة المحمدية- رسالة رسولنا الكريم- و توج بالعهدة العمرية كأول وثيقة في التاريخ وجدت لخلق حالة من التعايش والمحبة والسلام بين اتباع الديانات السماوية، وتمد جسوراً من الاحترام والثقة وتقبل الاخر .
تاريخ الهاشميين مع القدس ومقدساتها حالة من الارتباط المتين، غير قابلة للتشكيك أو التراجع.
فمنذ مبايعة اهل القدس للشريف الحسين بن علي في عشرينيات القرن الماضي للوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وتبرعه لإعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة ووصيته بدفنه في القدس فكان له ذلك، ما كانت الا تاكيد على هذا التعلق الروحي للهاشمين في القدس ومقدساتها، وعِظَم المسؤولية والامانة التي حملها الهاشميون عبر عقود من الزمان، جاءت وحدة الضفتين في منتصف القرن الماضي لتعزيز هذا الدور الشريف في رعاية المقدسات ،وما كانت تضحيات الأردنيين عبر سنين الصراع العربي الاسرائيلي في اعوام 48 و67 على اسوار القدس الشريف الا دليلا واضحا على اهمية القدس ومقدساتها الاسلامية و المسيحية ، فسالت دماؤهم الطاهرة ، وكان شهيد الامة جلالة الملك عبدالله المؤسس، شهيدا على عتبات المسجد الاقصى المبارك ـ بالرغم من حجم التضحيات استمر الهاشميون الاطهار وبكل ثقة وقوة في الدفاع عن المقدسات، فحمل الراية جلالة الملك الباني الحسين رحمه الله وخاض معارك الدفاع عن القدس الشريف، وتحمل مسؤولية اعادة الاعمار للمقدسات هناك ،فكان وضع القدس واهلها هاجسا هاشميا على الدوام .
لقاء جلالة الملك المشاركين في «لقاء عمان الأخوي العائلي للبطاركة الأرثوذكس وممثليهم من أجل الحوار والوحدة ،جاء تاكيداً ملكيا على اهمية القدس للمسلمين والمسحيين على السواء، مشددا جلالته على دورهم الهام باعتبارهم جزء اصيل لا يتجزأ من هذه الارض المباركة ,فدفاعهم وتضحياتهم عن المقدسات الاسلامية والمسيحية هو دفاعا عن الحق,لايمكن انكاره او المزاودة عليه ,ويؤكد جلالة الملك من جديد موقفه الثابت تجاه القدس، فرعاية جلالته للإعمار الهاشمي في القدس الشريف ودعواته المستمرة للحفاظ على الواقع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة ،والحفاظ على الهوية الثقافية لأهل القدس ولمدينة القدس، وتقديم كافة سبل الدعم المعنوي والمادي لهم يمثل عاملاً مهماً في صمودهم ،امام محاولات التهويد المستمرة من قبل المحتل.
ان التعايش الاسلامي المسيحي في القدس الشريف انتجت حالة فريدة من المقاومة والصمود في وجه كافة مخططات تغيير الواقع والتقسيم ,حالة جعلت مهمة المحتل اكثر صعوبة ،ومعركتهم اكثر ضراوة في مواجهة المقدسيين في الحق والارض ,ومن خلفهم تاريخ مشرف من التضحيات ،وانعكست هذه التضحيات وحالة التعايش والاحترام والايمان على ارض بارك الله فيها ومن حولها ، فها هم اهل الاردن يشدون على ايدي اخوتهم المقدسيين ويدعمون جلالة الملك في مواقفه الشجاعة ويجسدون هذه الحالة من التعايش والاخوة والمحبة بين اتباع الديانات السماوية على ارض الاردن .
الرعاية الهاشمية للمقدسات هي امتداد لتلك المواقف و المبادئ القومي، التي التزم بها الاردن والهاشميون عبر سنوات الصراع العربي الاسرائيلي في دعم القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية على السواء, كونها قضية مقدسة غير قابلة للتفريط والمساوامة، وايمانهم ان الحفاظ عليها والدفاع عنها هو دفاع عن حق اسلامي ومسيحي وانساني, و باعتبارها بوابة لحل كافة قضايا الصراع العربي -الاسرائيلي.
البعد التاريخي للرعاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية وما يجسدها جلالة الملك من راعٍ وحامٍ لها، هو دليل تاريخي عميق في وجه كل الادعاءات ومحاولات التزييف والانكار.
يستمر جلالة الملك وبما يمثله من شرعية هاشمية تاريخية ودينية, واستكمالا لمسيرة الهاشميين الأذهان في تقديم سبل الدعم لأهل القدس والمقدسات,معتبرا انهم ايقونة الصمود والتضحية, فهذه الهمم العالية, واصحاب الخطوات الواثقة –مسلمون ومسيحيون – هم حراس واهل للحق, يقف جلالة الملك من خلفهم داعما ومساندا, مؤكداً ان الرعاية الهاشمية للمقدسات امانة ورسالة حملها الهاشميون عبر عقود من الزمان، ولن يتخلوا عن هذا الدور المقدس مهما حصل، وسيبقون على عهدهم ووعدهم في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية كواجب تاريخي وهاشمي وديني سكيتبه تاريخ المنطقة والعالم بحروف من نور.
*رئيس جمعية الفنادق الأردنية ومدير عام الشركة الأردنية للتعلم الفندقي والسياحي