جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

رئيس جمعية الفنادق الأردنية عبدالحكيم محمود الهندي يكتب:لماذا لم أستقل..؟!

882

لماذا لم أستقل..؟!

لاحظ الأصدقاء والمتابعون وجود التوقيع عند اسمي (فارغا ) في الوثيقة التي رفعها الزملاء رؤساء الجمعيات السياحية بمختلف أشكالها، والتي أعلنوا فيها استقالاتهم من مواقعهم احتجاجاً على قرارات الحكومة .
ومنعاً للّغط فإنني أوضح أسباب عدم استقالتي بشفافية وبلا مواربة :

اولا : سجّل القطاع السياحي الأردني أعلى درجات الصبر والالتزام الوطني طيلة فترة الأزمة و وقف إلى صف الوطن بلا تردد، وساهم بما يقدر عليه ، سواء بالدعم اللوجيستي ، او بالدعم المالي من قبل الفنادق ، وإعفاء الحكومة من مستحقات مالية على الحجر، أو بأشكال أخرى منها : استمرار منح الرواتب للعاملين فيه رغم انقطاع الدخل ولأجل غير مسمى .
من هنا وجب علينا الاستمرار في هذا الجهد الوطني حتى لو ضغطنا على أنفسنا اكثر ، فهذا أقل ما نقدم للأردن في مثل هذه الظروف مقابل ما قدم لنا من طبيعة وساحة سياحية كانت على الدوام ذات صيت مميز عالميا وستعود بإذن الله.

ثانيا: إن المتابع لظروف الوباء وانتشاره يعلم أن الحكومة عملت المستحيل لحماية المواطن الاردني أولًا “لأن الإنسان أغلى ما نملك ” و الآن جاءت مرحلة النظر بالشؤون الاقتصادية و على رأسها ملف السياحة . لذا فإن الوقت ضيق و الظرف يتطلب منا المزيد من الصبر و التريث .

ثالثا: ومن خلال متابعتي المباشرة لأعمال الحكومة في مختلف القطاعات؛ فإنني أجد انها وبإشراف مباشر من جلالة الملك ومتابعة دولة رئيس الوزراء المباشرة تضع كافة القطاعات أمام أعينها وتعمل وفق خطط شاملة لكافة القطاعات، وليس من خلال ضغط كل قطاع على حداً، مما يجعلني أثق أن قطاع السياحة قادم في الخطط الحكومية بما يعيد إليه ألقه بإذن الله تعالى..

رابعاً: إن توقيت الاستقالة غير مناسب نظراًِ لأن جمعية الفنادق تحمل مسؤوليات كبيرة في المرحلة الحالية ، فهي تقوم بإدارة ملف الطلاب المحجورين و من تقطعت بهم السبل مباشرة، و هو ملف كبير و له أهمية خاصة كما أشار له جلالة الملك عبدالله الثاني اطال الله في عمره . و أي تخلي من طرفي سيعتبر تقصير من قبلي و من قبل جمعية الفنادق الأردنية.

ختاما: أؤكد اأنني أتفهم موقف زملائي رؤساء الجمعيات السياحية، وأضم صوتي إلى صوتهم في تحديات ومعاناة القطاع السياحي في ظل هذه الجائحة، و أعلم حجم الخسارة، وأثق بنظرتهم الديمقراطية في حقي في عدم التوقيع ممثلاً عن جمعية أتشرف برآستها منتخباً من أعضاء وضعوا ثقتهم بي؛ ولا يحق لي أن اتصرف منفرداً الا بمشورتهم وقرارهم..

حمى الله الأردن وعاشت قيادته الحكيمة، وخفف الله عن جميع القطاعات الاقتصادية آثار هذا البلاء.

رئيس جمعية الفنادق الأردنية
عبدالحكيم محمود الهندي