جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

كلمة سعادة اسعد العزام رئيس هيئة إدارة جمعية عَون الثقافية الوطنية بمناسبة احتفال الجمعية بعيد الاستقلال

431

سمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين
دولةَ الأستاذ فيصل الفايز رئيسَ مجلسِ الأعيانِ الأفخم/رئيسَ الهيئةِ الإستشاريةِ والتوجيهيةِ لجمعيةِ عَونٍ الثقافيةِ الوطنيةِ راعيَ الحفلِ
السيداتُ والسادةُ أصحابَ المعالي والعطوفةِ والسعادةِ
السلامُ عليكُمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

تعدُ المناسباتُ الوطنيةُ التي جمعتنا اليومَ:عيدُ الإستقلالِ وذكرى الثورةِ العربيةِ الكبرى،ويومُ الجيشِ وعيدُ الجلوسِ الملكي.ترجمةً لتعزيزِ الإنتماءِ والولاءِ،وخلقِ تحوّلٍ كبيرٍ ونهضةٍ شاملةٍ في كافَّةِ المجالاتِ،ولعلَ في مُقدمتِها الاقتصاديةِ والسياسيةِ والاجتماعيةِ،وتبثُ فينا هذه المناسباتُ روحَ العزيمةِ،وتشجِعُ الجميعَ على السعي والعملِ لتحقيقِ المصالحِ الوطنيةِ، الأمرُ الذي يؤدي إلى نشرِ الأمانِ والطمأنينةِ في النفوسِ لإيمانِنا بقيادتنا الهاشميةِ التي مَنَ اللهُ علينا بها….وفضلنا بها على غيرنا
حيث تزيدُنا هذه المناسباتُ تمسكًا بالمستقبلِ،فيستحقّ أجدادُنا الأبطالُ أن نسيرَ على نهجِهِم الذي إختطوهُ لنا،إنتماءً لثرى الوطنِ الطهورِ،وولاءً للعرشِ الهاشمي المفدى.فكانَ دستوراً راسخاً لا يمكن تجاوزُه أو الخروجُ عليه،وكنا نحنُ الأبناءُ والأحفادُ على قدرِ ثقتِهم بنا،نصونُ ونحافظُ على تلكَ التّضحياتِ،والمواقفِ الوطنيةِ المشرفةِ التي أثمرت عن بناءِ دولةٍ كبيرةٍ بقيادتِهَا الهاشميةِ وشعبِها العظيمِ

دولةُ راعيَ الحفلِ … الحضورُ الكرامُ

لقد سجلَ الآباءُ المؤسسون أروعَ معانيَ الوفاءِ والإخلاصِ لقيادتِنا الهاشميةِ.وسطروا في صفحاتِ التاريخِ أعظمَ ملاحمِ البطولاتِ والتضحياتِ.
فمن مؤتمرِ قم بتاريخِ 6-نيسان-1920 ضدَ قواتِ الإنتدابِ والعصاباتِ الصهيونيةِ في منطقتي سمخ وبيسان … ومؤتمرِ السلط بتاريخ 21-آب-1920.إلى مؤتمرِ أم قيس بتاريخ 2 أيلول 1920 الذي وضعَ فيه المؤتمرون-الآباءُ المؤسسون-ملامحَ وأسسَ الدولةِ الأردنيةِ المستقبليةِ من خلالِ البنودِ الستةِ عشر التي تم فرضُها على المندوبِ السامي البريطاني وفي مقدمتِها:
1-أن يكونَ لهذه الحكومةِ أميرٌ عربي
2- أن يكونَ لهذه الحكومةِ مجلسٌ عامٌ لوحدةِ البلادِ ،وسنِ القوانينِ،وإدارةِ الشؤونِ الداخليةِ وتنظيمِ الميزانيةِ.
3- أن لا يكونَ لهذهِ الحكومةِ أدنى علاقةٍ بحكومةِ فلسطينَ
4- أن يكونَ لهذهِ الحكومةِ جيشٌ مليءٌ،لأجلِ حفظِ النظامِ وتقريرِ الأمنِ فيها،ولها الحقُ بزيادةِ عددِ هذا الجيشِ إذا رأت خطراً خارجياَ يتهددُ البلادَ.
5-للحكومةِ الوطنيةِ وحدها الحقُ ،بتجريدِ الأهالي من السلاحِ أو بقائِه بأيديهِم
وصولاً إلى المؤتمرِ الوطني الأولِ الذي عُقِدَ في مقهى حمدان بالعاصمةِ الأردنيةِ بتاريخ 25 تموز 1928 والميثاقِ الوطني الصادر ِعنه بحضورِ نحو 150 شخصيةً يمثلون كافةَ مكوناتِ ومناطقِ الأردنِ،وقد تبنّى هؤلاء ميثاقاً ضَمَّ عدداً من المطالبِ السياسيةِ تمحورت حول:
1-المطالبةِ بالإستقلالِ والسيادةِ.
2-قيامِ حكومةٍ دستوريةٍ مستقلةٍ.
3-إرساءِ قواعدِ الحُكمِ على أُسسٍ من الدستورِ والنظامِ النيابي
4-رفضِ وعدِ بلفورٍ الخاصِ بفلسطين.
5-إعادةِ تنظيمِ العلاقةِ مع بريطانيا ،بما لا يمس السيادةِ الأردنيةِ.
فقدّمَ الآباءُ المؤسسون كل غالٍ ونفيسٍ في سبيلِ الوطنِ،الذي باتَ كأقدمِ وأولِ نظامٍ سياسي في الشرقِ الأوسطِ على الإطلاقِ يدخلُ مئويتَهُ الثانيةُ بكلِ قوةٍ،متمسكاً بمبادىءِ الثورةِ العربيةِ الكبرى،التي أُسست عليها دولتُنا ، وثباتٍ على الحقِ ونصرةٍ لكلِ مظلومٍ،وأصبحَ وطنًا عزيزًا مُستقلًا شامخًا،ساعيًا في طريقِ المجدِلقد أشرقت شمسُ الحريّةِ ،ونالَ الوطنَ استقلالَهُ وسيادتَهُ بشكلٍ رسميّ في الخامسِ والعشرينَ من شهرِ آيار في عام 1946م.
ستبقى هذه المناسباتُ عزيزةُ الحضور ِفي ذاكرةِ الأجيالِ،ونزدادُ بإحيائِها كلَ عامٍ إيماناً بقيادتِنَا الهاشميةِ،ومؤسساتِنَا الوطنيةِ العسكريةِ منها والمدنيةِ،للنّهوضِ بمملكتِنَا إلى المكانةِ التي تليقُ بها،كما أرادها مولانا صاحبُ الجلالةِ الهاشميةِ،الذي أمضى من عمرِه المديدِ،ما يزيدُ على عقدينِ من الزمانِ يقودُ الوطنَ بكلِ حكمةٍ وحنكةٍ سياسيةٍ قل نظيرُهُما.

فالإستقلالُ هو الذّكرى التي تتجدّدُ بها أراوحنا فخراً واعتزازاً بتاريخٍ طويلٍ من النّضالِ والتضحيةِ، وتتراقصُ الحروفُ فرحاً في هذه المناسبةِ العظيمةِ،وتعجزُ عن التعبيرِ عن عظمتِها ومكانتِها،فهي مناسبةُ الحبِّ والعطاءِ،والفداءِ والتضحيةِ. مناسبةُ الجيلِ القديمِ،والجيلِ الحاضرِ،وأجيالِ المستقبلِ،هي مناسبةُ الوطنِ،والقيادةِ والشعبِ معًا.
في يومِ الاستقلالِ نرفعُ الرّاياتِ والهاماتِ عاليةً في السّماءِ، ونلبسُ على رؤوسِنا تاجَ العزِّ والفخارِ،بتاريخِ ملوكِ آلَ هاشمٍ والأجدادِ الأبطالِ ،ففي الخامسِ والعشرين من آيّارٍ يومُ عزّكَ ومجدكَ يا وطني الغالي،كل عامٍ أرضُكَ وشعبُكَ وقائدُكَ بكلِ خيرٍ،دامت المناسباتُ السّعيدةُ في ديارنا عامرةً في كلِّ عامٍ.

إنَ الترابَ والماءَ يُصبحانِ طينناً … أما الترابُ والدمُ…يُصبحانِ وطناً
والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ