جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

البترول يتراج وسياحة سلطنة عمان تزدهر

2٬590

سقط – ترغب سلطنة عمان الغنية بالصحاري والجبال والفنادق الفخمة والتي تضم اول اوبرا على الطراز الايطالي في شبه الجزيرة العربية، في جذب المزيد من السياح في وقت تتراجع فيه عائداتها النفطية بشكل خطر.

ولفت فابيو سكاشيافيلاني الخبير الاقتصادي في الصندوق السيادي العماني الى “ان عمان بامكانها ان تعيش من السياح، ولو لم يكن لديها النفط لكان اقتصادها يعتمد على السياحة”.لكن حتى الان تكتفي سلطنة عمان بضخ نحو مليون برميل نفط يوميا من حقولها تحت الارض، ويوفر الذهب الاسود 75% من عائداتها العامة.الا ان التدهور الحالي لاسعار الخام بدأ يغير الوضع بحسب صندوق النقد الدولي، وتعد سلطنة عمان والبحرين من الدول الخليجية الاكثر تأثرا.وامام توقع عجز في الميزانية تتجه السلطات نحو السياحة ادراكا منها لما تتمتع به السلطنة التي تعد اربعة ملايين نسمة وتتجاوز مساحتها مساحة المملكة المتحدة، من مواقع جذب غير مستغلة بشكل واف.

فمع طبيعتها المتنوعة وشواطئها الممتدة على مسافة 1700 كلم معظمها غير مستغل، “تعكس عمان تاريخ شبه الجزيرة وحضارتها الاصيلة” على ما قالت امينة البلوشي المسؤولة في وزارة السياحة التي تعد استراتيجية على مدى 25 عاما، مؤكدة “اننا نريد استثمار ذلك”.الى ذلك بامكان عمان ان تعتمد على صورتها كبلد مستقر وآمن، وهي ميزة هامة مقارنة بالاوضاع في دول اخرى عديدة في الشرق الاوسط.

ومارك جوست (46 عاما) هو من السياح الشغوفين بهذا البلد. وقال هذا السائح السويسري وهو يتجول في سوق مطرح، البازار المسقوف في الوسط التاريخي بمسقط العاصمة الواقعة بين البحر والجبال، “انني لا امل ابدا من ذلك”.واضاف جوست الذي يقوم برحلته الخامسة الى سلطنة عمان “ان المناخ لطيف على الدوام والناس ظرفاء للغاية”.

وقد جذبت عمان في 2013 حوالي 2,1 مليون زائر، اي بارتفاع 50% عن السنتين السابقتين بحسب الوزارة.وهذا التقدم يعود جزئيا الى استثمارات تزيد قيمتها عن 660 مليون دولار في مشاريع سياحية بما في ذلك بناء فنادق جديدة بحسب المجلس العالمي للسفر.لكن حصة السياحة في 2013 لم تتجاوز 3% من اجمالي الناتج الداخلي، اي 2,5 مليار دولار.

واعتبر ساكاشيافيلاني ان هذه الارقام “زهيدة” و”لا تعكس الامكانات المزدهرة” التي تتمتع بها السلطنة.فالسياحة امر جديد نسبيا في السلطنة التي بدأت بتخفيف القيود عن منح التاشيرات في العام 1980.

ويأتي اكثر من ثلث الزوار اليوم من البلدان المجاورة في الخليج، مع ان عمان تجذب عددا متزايدا من السياح الغربيين بحسب الوزارة.

وماركوس رولوف الالماني البالغ من العمر 47 عاما يقوم برحلته السابعة الى هذا البلد في خلال عشرين سنة. وقال “انني اعشق تنوع البلاد ومندهش لما حققته السلطنة بعد 1970”.

وقد حول السلطان قابوس الحاكم منذ اكثر من اربعين عاما عمان الى بلد حديث مع حفاظه على بيئته وتقاليده الثقافية وهنا عنصران اساسيان في استراتيجية الترويج للسياحة تحت عنوان “للجمال عنوان”.

واكدت البلوشي “نريد تطوير السياحة بصورة مستدامة بدون المساس بالثروات الطبيعية والثقافية” في السلطنة.

واكدت عمان على مدى سنوات انها تعول على 12 مليون سائح سنويا في 2020، الا انه من المرجح مراجعة هذا الهدف نحو الانخفاض في الاستراتيجية الجديدة للسنوات الخمس والعشرين التي ستعلنها الوزارة قريبا. وقال هيثم الغساني وهو مسؤول اخر في الوزارة “اننا لا نريد سياحة جماهيرية”.

وينظر الى عمان على انها تروج لسياحة عالية المستوى مع كلفة معيشة مرتفعة مقارنة بالاتحاد الاوروبي بخاصة في قطاع الفنادق وايجار السيارات.

وقال الغساني في هذا الصدد “لدينا عددا اقل من غرف الفنادق وذلك يتسبب لنا بمشكلة في تلبية الطلب” واشار الى ان سعر غرفة الفندق باهظ معبرا عن امله في ان “تنخفض الاسعار قليلا” في السنوات المقبلة مع مضاعفة عدد الغرف.