جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

تفاؤل شركات السياحة في الأردن عودة مشغلي الطيران منخفض التكلفة إلى مطارات المملكة

408

  طيران-مطارات              تلقت شركات السياحة في الأردن عودة مشغلي الطيران منخفض التكلفة إلى مطارات المملكة خلال سبتمبر الجاري بتفاؤل واسع، متوقعة أن يشكل ذلك نقطة تحول في القطاع بعد توقف معظم رحلات هذا النوع من الطيران متأثراً بالظروف الإقليمية.

وتشمل قائمة الشركات العائدة للعمل من وإلى الأردن أبرز الأسماء الأوروبية مثل «رايان إير» و«ويز إير» و«يورو وينغز»، على أن يكتمل تشغيلها بطاقتها الكاملة مع نهاية أكتوبر المقبل. وتربط هذه الشركات الأردن بأكثر من 18 وجهة أوروبية، من بينها باريس وروما وبروكسل ومدريد وبراغ، إضافة إلى أربع وجهات مباشرة نحو العقبة بواقع رحلتين أسبوعياً لكل وجهة.

عودة هذه الرحلات تعني زيادة كبيرة في الطاقة الاستيعابية للخطوط الجوية المتاحة، ما سينعكس مباشرة على حركة السياحة الأوروبية الوافدة إلى المملكة. وتقدّر أوساط القطاع أن استئناف هذه الخطوط سيعيد الأردن إلى قائمة الوجهات المفضلة للسياح الباحثين عن أسعار تنافسية وخيارات سفر ميسرة.

وبحسب بيانات وزارة السياحة، استقطب الأردن نحو 3.3 مليون زائر حتى نهاية أيار الماضي، في حين بلغت عوائد السياحة حوالي 2.3 مليار دينار. وتشير الأرقام إلى أن نحو 100 ألف سائح قدموا خلال الأشهر الخمسة الأولى عبر الرحلات منخفضة التكلفة وحدها، ما يبرز أثر هذا النوع من الطيران في حركة الزوار.

أثر مباشر على الفنادق

الفنادق تعدّ من أبرز المستفيدين من استئناف هذه الرحلات، خصوصاً في عمان والعقبة والبترا ووادي رم. وتشير إحصاءات جمعية الفنادق الأردنية إلى أن معدل إشغال الفنادق في العاصمة بلغ نحو 58% في بعض الفترات، بينما تراجع بشكل حاد في البترا إلى مستويات تراوحت بين 10% و12% فقط.

وقال رئيس جمعية الفنادق الأردنية، عبدالحكيم الهندي، لـ«إرم بزنس»: «رفع الطاقة الاستيعابية عبر هذه الرحلات سيعطي دفعة قوية للفنادق، خصوصاً في الجنوب حيث تراجعت نسب الإشغال بشكل مقلق. نحن نعوّل على السوق الأوروبية لتعويض جزء من الخسائر، وإذا عاد الطيران منخفض التكاليف كسابق عهده فسيفيد السياحة عموماً والفنادق خصوصاً، ويرفع نسب الإشغال إلى مستويات ممتازة».

ويرجّح مراقبون أن يسهم تدفق السياح الأوروبيين في رفع نسب الإشغال خلال الربع الأخير من العام، ما ينعكس إيجاباً على باقي القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل تجارة التجزئة والمطاعم والنقل والخدمات المساندة.

تنشيط الحركة السياحية

من جهته، قال نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة، وائل الروسان، لـ«إرم بزنس»: «استئناف الطيران منخفض التكاليف سيجعل أنظار سياح العالم تتجه نحو الأردن. الطيران مرتفع التكاليف يقلل من أعداد السياح، في حين يسهم الطيران الاقتصادي في فتح السوق أمام شرائح أوسع من الزوار».

وأضاف الروسان أن عودة هذه الرحلات تمثل فرصة حقيقية لتنويع القاعدة السياحية وزيادة معدل الإنفاق في قطاعات المطاعم والنقل والخدمات المساندة، مؤكداً أن التوقيت مناسب لإعادة الأردن إلى خريطة الوجهات الجاذبة.

رغم التفاؤل السائد، تبقى التحديات الإقليمية عاملاً مؤثراً في قرار السياح الأوروبيين، ما يستدعي تكثيف الحملات التسويقية في الأسواق المستهدفة وتقديم عروض جاذبة لتعزيز الثقة. كما أن دعم الحكومة للقطاع الفندقي والمواقع السياحية المتضررة، خاصة في الجنوب، سيبقى ضرورياً خلال الفترة الانتقالية إلى حين استقرار التدفقات السياحية.

ومع ذلك، تشكل عودة الرحلات منخفضة التكلفة منتصف أيلول خطوة محورية لقطاع السياحة الأردني، إذ تعزز من موقع المملكة كوجهة منافسة في المنطقة، وتمنح دفعة جديدة للفنادق والقطاعات الاقتصادية المساندة، بينما يبقى الرهان على استثمار هذه العودة عبر استراتيجيات تسويق ذكية وخطط دعم مباشرة لضمان استدامة الزخم السياحي خلال الأشهر المقبلة.