جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

سكان بلدة برقين في فلسطين يطمحون لوضع بلدتهم على خارطة السياحة العالمية

1٬071

عالم السياحة- يطمح سكان بلدة برقين في الضفة الغربية الى وضع بلدتهم على خارطة السياحة العالمية من خلال عدة مشارع لتطوير البنية التحتية ومبان تاريخية مع وجود واحدة من أقدم كنائس العالم في البلدة.

وقال محمد الصباح رئيس بلدية برقين الأحد “لدينا مشاريع طموحة لاعادة تأهيل عدد من المرافق في البلدة التي تؤهلها لاستقبال السياح الذين يأتون لزيارة كنيسة برقين التاريخية التي تعود لاكثر من الفي عام وجرت فيها معجزة السيد المسيح بإشفاء العشرة البرص”وأضاف “شاركنا في العام الماضي بمؤتمر دولي في إيطاليا قدمنا خلاله تعريفا بالبلدة وبالكنيسة وتاريخها”.

وتقع كنيسة برقين أو كما تعرف بكنيسة (القديس جورجيوس اعجوبة شفاء العشرة البرص) على تلة وسط قرية برقين الواقعة الى الغرب من مدينة جنين.

وقال معين جبور المسؤول بالكنيسة عن استقبال الزوار وتقديم شرح لهم عن تاريخ الكنيسة متحدثا فيما كان بإنتظار وصول عدد من السياح “هذه الكنيسة كانت شهدت قبل ما يقارب الفي عام معجزة السيد المسيح باشفاء العشرة البرص”.

واضاف “ان سكان المنطقة في تلك الفترة وضعوا عشرة اشخاص اصيبوا بداء البرص في بئر وكان ينزلون لهم الطعام عبر فتحة فيه الى أن أتى سيدنا المسيح وشفاهم من المرض”.

وأوضح جبور أنه في القرن الرابع الميلادي عملت الملكة هيلانة في الفترة الرومانية على فتح جدار في البئر واقامت كنيسة على ذات البئر التي جرت فيها المعجزة.

وقال “تضم الكنيسة حتى يومنا هذا العديد من الاشياء التي تميزها عن باقي الكنائس ومنها الجرن المحفور في الصخر الذي يجري فيه عماد الاطفال اضافة الى كرسي المطران المنحوت من الصخر والذي لا يوجد حاليا سوى كرسي واحد مماثل له في بلدة معلولة السورية”.

ويبدو الكرسي المنحوت في الصخر كأريكة وعلى جانبيها رأسا أسد منحوتان في الصخر أيضا.

وذكر جبور أن أعمال الترميم في الكنيسة كشفت عددا من الاثار منها وجود جثث لثلاثة من رجال الدين وطفل كانت مدفونة في ساحة البئر واظهرت الفحوصات العلمية للهياكل العظمية أن عمرها 500 عام.

ويمكن لزوار الكنيسة مشاهدة بعض الآثار المكتشفة والتي وضعت في خزانة زجاجية ومنها أجزاء قديمة من الانجيل وزجاجات تعود الى القرن الرابع الميلادي قال جبور انها تحتوي على الزيت المقدس.

وتضم القطع الأثرية أيضا ملعقة أثرية وأختاما وأسرجة إنارة.

وأوضح جبور أن عمليات الترميم كشفت عن وجود ثلاث آبار مفتوحة على بعضها في ساحة الكنيسة تشير الدلائل أنها كانت تستخدم كمخابيء خلال فترة الحكم الروماني حيث توجد فيها أماكن لوضع قناديل الاضاءة.

وقال إن ما نشاهده اليوم هو ما تبقى من الكنيسة الكبيرة التي بنتها الملكة هيلانة حيث تشير بعض الأعمدة المتبقية إلى أن مساحة الكنيسة كانت أكبر مما هي عليه اليوم.

ويأمل جبور أن تزداد الحركة السياحية القادمة الى الكنيسة خلال الفترة القادمة.

وقال انه مرت فترة لم يكن يأت احد الى هذا المكان وخصوصا خلال سنوات الانتفاضة التي اندلعت عام 2000 وبدأت الحركة السياحية تعود الى الكنيسة منذ العام 2010 باعداد محدودة.

وأضاف “هذه الأيام لدينا حركة دائمة للكنيسة سواء كانت سياحة من روسيا أو المانيا أو غيرها من الدول الغربية اضافة الى رحلات مدرسية من كل انحاء الضفة الغربية بما فيها القدس”.

وأضاف ” لكننا لا نزال نحتاج الى إعادة تأهيل البنية التحتية وأهمها الطريق الذي يصل الكنيسة بالشارع الرئيسي” في مدينة جنين القريبة.

ويرى المطران عطا الله حنا من الكنيسة الارثوذكسية في القدس ان كنيسة برقين هي كباقي الاماكن الدينية التاريخية تعاني صعوبات بسبب الاحتلال الاسرائيلي.

وقال لرويترز “هناك العديد من الزوار والحجاج الذين يرغبون بزيارة الكنيسة لارتباطها بحادثة إشفاء العشرة البرص والتي يعرفها كل العالم.”

وأضاف “أعتقد أن من واجب الجميع زيادة الوعي بهذه الأماكن التي هي جزء من هذه الارض المقدسة”.

وتعمل بلدية برقين بدعم من مؤسسات محلية ودولية على إنشاء عدد من المرافق تشكل اساسا للجذب السياحي الى بلدتهم من أبرزها العمل على إعادة تأهيل مبنى قديم في البلدة يعود لعائلة جرار التي عرفت بغناها في الفترة العثمانية ويقع على مساحة تصل الى 500 متر مربع.

وأوضح الصباح أن بلدية برقين وقعت إتفاقا مع اصحاب المبنى تقوم البلدية بموجبه بإعادة ترميمه مقابل إستخدامه لمدة خمسة عشر عاما.

وشوهد عدد من العمال والمهندسين وهم يقومون بأعمال الترميم لهذا المبنى المقام منذ الفترة العثمانية ومن المقرر أن يضم مطعما وقاعة لعرض المنتجات المحلية إضافة الى مدرج صغير يكون بمثابة قاعة لعرض الأفلام.

ويحرص القائمون على أعمال الترميم في المبنى الذي يبعد مئات الأمتار عن الكنيسة على المحافظة على طبيعة المكان التاريخية من خلال إعادة بناء الحجارة القديمة لجدرانه.

ويطمح رئيس البلدية أن يتمكنوا أيضا من إنشاء متنزه في البلدة وكذلك مساعدة الجهات ذات العلاقة في السلطة الوطنية بإعادة تأهيل الطريق الممتد من جنين الى البلدة بطول أربعة كيلومترات.

وأوضح الصباح أن عدد سكان البلدة يصل الى ما يقارب 7500 مواطن من بينهم 60 مسيحيا حاليا.

وقال ان عدد المسحيين في القرية التي تعتبر مثالا للتعايش الاسلامي المسيحي كان اكثر من ذلك قبل سنوات ولكن كما في كل الاراضي الفلسطينية هناك هجرة منها بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة.

وتشير الاحصاءات الى أن نسبة المسيحيين في الاراضي الفلسطينية تقل حاليا عن اثنين في المئة بعدما كانت 20 في المئة قبل عام1948-.برقين (الضفة الغربية) – من علي صوافطة