جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

البروفيسور أحمد ملاعبة يكتب ويكشف اسرار النقوش في البادية الشمالية

1٬338

كتب: البروفيسور أحمد ملاعبة

— 500 الف نقش في العراء

— مطلوب انشاء متحف نقوش البادية والصحراء الاردنية في مدينة المفرق

— محميات للنقوش في مواقعها – مطلب وطني وعالمي لحماية النقوش من الدمار

— البروفيسور ملاعبة يوثق باستخدام نظم المعلومات الجغرافية حوالي 10 الآف نقش في الاردن

يزخر الأردن بالنقوش التي ابدعتها الحضارات منذ قديم التاريخ – ولعل اكثرها انتشارا هي النقوش الصفائية (الصفوية) والثمودية والعربية الاولى والعربية الكوفية في الحرة البازليتة السمراء شمال شرق الاردن ويتبعها النقوش الثمودية في وسط وجنوب الاردن ثم اليونانية (الاغريقية) واللاتينة وقليل من النقوش النبطية واللحيانية العربية – وتتميز النقوش بالابجديات والرسومات واحيانا التعويذات والابراج السماوية – ومن الملفت للنظر ان هذة النقوش تتعرض للدمار والتخريب لانتشارها الواسع وكثرتها وعدم معرفة الناس باهميتها على الرغم من الآف الدراسات والرسائل الجامعية التي أجريت عليها والكتب التي ألفت عنها والمراكز العالمية التي وضعت مواقع الكترونية لتوثقها مثل الجامعات الالمانية والبريطانية. . ولعل البادية الاردنية الشمالية الشرقية (الحرة البازلتية) تتطلب منا انشاء محميمات نقوش ميدانية – وخصوصا لخمسة اماكن تتواجد فيها النقوش بكثافة غير مسبوقة – مثل وادي الغصين والوادي الابيض والوساد وجبل قرمة ووادي العوسجي وربما محميمات قمم قطار العبد … على سبيل المثال لا الحصر. ومعظمها من النقوش الصفوية – وهي نقوش تمتد من جنوب سوريا ولغاية شمال غرب السعودية على امتداد الحرة البازلتية – وانا احب ان اسميها النقوش الصفوية البازلتية – لانها انحسرت بنسبة 99% على الصخور البازلتية- والصفويين سموا كذلك نسبة الى منطقة الصفا شمال سوريا (الصفا من الصفاة – الحجارة) وهي قبائل عربية عاشت مابين 100 ق.م. – الى 300 ميلادي- بينما النقوش الثمودية نقش معظمها على الصخور الجيرية والرملية – اما النبطية (مملكة الانباط) واللحيانية (مملكة لحيان في مدين -الجزيرة العربية) فنقشت على الصخور الرملية- ولذلك اضافة الى وفرة النقوش هناك ربط جيولوجي – آثاري بين نوع النقش ونوع الصخر- نحن بحاجة الى حماية هذة النقوش التي تصل الى اكثر من مئة الف نقش على الاقل ويتطلب الامر كذلك انشاء متحف شامل في البادية لتجميع النقوش القابلة للنقل بالايدي والادوات البسيطة.

**- ان تاريخ عشرة الآف عام من هذه النوادر العالمية -يجعلنا نوكد عشرات المرات وبكل عزم على ضرورة انشاء محميات عالمية والتي اعتمدتها اليونسيكو – Inscription Reserve zones or areas — اذ انه مع كل زيارة ميدانية ترى حجم الدمار الذي تعرضت له هذه النقوش بسبب التجريف للعمران أو استخدام الصخور المنقوش عليها لاغراض مواد البناء والانشاء أو العابثين الذين يسرقون النقوش بهدف الاحتفاظ أو الاتجار بها. وربما الرسالة الواضحة المطلوبة توجيهيا اليوم هي ضرورة التنبة لحماية النقوش وتقليل المخاطر التي تتعرض لها بوضع خطط واستراتيجات واضحة قبل ان يصبح الندم غير مفيد.

ومع الإعلان اليوم عن إنشاء متحف النقوش في البادية الأردنية بعد سلسلة من المطالبات استمرت لأكثر من ٣٠ عاما فإنه وإن ما علينا جميعا أن نتوجه بالشكر لك من ساهم بهذا المطلب الوطني.

— (النقوش تعرض -لأول مرة – وهي من مجموعة د. ملاعبة – وهي موثقة المكان والنص حسب نظام – الموقع الجعرافي العالمي – الاحداثيات GPS)