جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

القطامين : توجه لفتح ابواب السياحة امام الجنسيات المقيدة وبالتنسيق مع الداخلية

15٬117

عالم السياحة- الغد -قال وزير السياحة والآثار وزير العمل، الدكتور نضال القطامين، إن وزارة السياحة تقوم باجراءات مع وزارة الداخلية بشأن الجنسيات المقيدة والنتائج حتى الوقت الراهن “مريحة”.

وأضاف القطامين في مقابلة مع “الغد” أن فتح الباب أمام الجنسيات المقيدة أمر مهم، إذ سيتم فتح الطريق أمام سياح الحج والعمرة من دول العالم وخاصة الشرق الاقصى كالماليزيين والاندونيسيين وتسهيل مهمتهم من خلال تطوير المسار الديني، والعمل على تطوير خريطة العمل السياحي بما يخدم الهدف. إلى ذلك بين القطامين إن جميع المؤشرات تؤكد على أن قطاع السياحة في المملكة من أهم روافد الاقتصاد الوطني الأردني وأن تنمية السياحة الداخلية تقوم على الارتقاء بمنظومة الخدمات والمنتجات والبرامج التي تكوّن التجربة السياحية المتكاملة التي ينشدها السائح. وأضاف أن قطاع السياحة في الأردن من أكثر القطاعات نموا ومن اهم روافد الاقتصاد الوطني. وبين القطامين أن القطاع استطاع ان يحافظ على معدلات نمو سنوية تتراوح بين 11-12 % من خلال توافر حزمة من العناصر والعوامل التي تعتبر من اهم اسباب النجاح، والتي مكنت الأردن من ان يحافظ على موقعه العالمي والعربي وحتى المحلي على الخريطة السياحية العالمية. وأكد أن القطاع استطاع أيضا المحافظة على انجازاته التي حققها للمملكة من موقعه الاستراتيجي المهم وتراثه الثقافي الغني، والمواقع الاثرية والسياحية المتعددة والمتميزة، وكذلك المواقع المقدسة للديانات الثلاث مثلما تميزت بعنصر، الأمن والاستقرار، والمناخ المعتدل والطبيعة الخلابة، وبيئة الأعمال المزدهرة، والعجائب الطبيعية، والمرافق والخدمات المناسبة للعائلات وللاستجمام ومياه الاستشفاء والتضاريس الطبيعية. ولفت القطامين الى ان العائد الاقتصادي للسياحة في المملكة في نمو متزايد وبشكل مستمر وسنوي حيث بلغت عوائد العام الماضي 2.456 مليار دينار. وقال “من هنا كنا باستمرار نؤكد على ضرورة العمل على مأسسة العمل السياحي من خلال وضع هدف واضح يكمن في ان (الحل للمعيقات والمشاكل التي تواجه السياحة الأردنية وقطاعاتها يأتي من خلال مخزون سياحي مخفي وقائم.” وأشار القطامين إلى أن الأردن ينفرد ويتميز بمواقعه الاثرية والسياحية فضلا على ذلك، يهتم الأردن بالعمل على تطوير وصيانة وتحديث البنية التحتية، ويوفر خدمات المطاعم والفنادق على أعلى المستويات العالمية، كما في مجال العمل  بالشركات السياحة، والنقل، ونقل السياح، وإيجار السيارات، والدلالة السياحية، والمطاعم والفنادق، فيتميزالعاملون في هذا المجال باللباقة والمهنية العالية وبالتنوع الكبير في المهارات اللغوية. وحول أعداد السياح قال القطامين إن “احصائياتنا تبشر بالخير في ظل هذه الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة حيث تشير الى ان هنالك ارتفاعا في اعداد السياح من الجنسيات البرازيلية والبريطانية والألمانية والإيطالية مقارنة بالعام الماضي.” وبين أن الجنسية السعودية أكبر الجنسيات السياحية التي تأتي إلى الأردن إذ أن حوالي مليون سائح سعودي يدخلون المملكة سنويا، في حين ان عدد سياح المبيت من الأوروبيين وصل خلال الشهور الثمانية من العام الحالي حوالي 360.874 سائحا مقارنة بـ395.996 سائحا خلال الفترة نفسها من 2012. اما أعداد السياح القادمين من أميركا فقد انخفض بنسبة 5.4 % خلال الشهور الثمانية من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام 2012. وبلغ عدد سياح المبيت من أميركا إلى الأردن حتى نهاية شهر آب (اغسطس) الماضي 126.767 سائحا مقارنة بالعام 2012 الذي وصل عدد السياح الأميركان إلى 134.028 سائحا. التركيز على سياحة المحافظات من اولويات الوزارة وعلى صعيد آخر بين القطامين أن من الضرورة التركيز على المحافظات الاثنية عشرة والبوادي الثلاث والاغوار الثلاثة وما بها من مواقع لها اهميتها التاريخية والدينية والعلاجية والطبيعة وترجمة هذا العمل على ارض الواقع لينعكس ايجابا على السياحة والعاملين بها والمجتمعات المحلية، من خلال تسليط الضوء على حجم البطالة عن طريق حصر الاعداد العاملة والمطلوبة وفرص العمل وتصنيفاتها والعمل على تدريب الممكن وتأهيله. وأكد على ضرورة “بث التوعية السياحية بين شبابنا والقضاء على ثقافة العيب وتحفيز شبابنا وشاباتنا بالانخراط في مجال العمل السياحي المثمر والذي له مردود كبير من خلال ايجاد فرص عمل له في هذا القطاع الجائع لفرص العمل.” وأكد القطامين ضرورة ان تكون النظرة للمحافظات شمولية يراعى فيها جوانب العدالة من خلال توزيع المشاريع والمكتسبات بين المحافظات والتجمعات السكانية دون استثناء وخاصة النائية منها وأكد القطامين ضرورة الاجتماع بممثلي الشعب بمجلس النواب واشراكهم في عملية صنع القرار وتنفيذه  لانهم هم الادرى بمشاكل مناطقهم واحوالها ومتطلباتها واحتياجاتها والذين هم امناء عليها. وقال “اننا ندعو الى التوسع في البنى التحتية المستقبلية كالفنادق والنزل الشعبية والمخيمات الكشفية في المواقع وتطويرها حتى تكون بديلا مؤهلا لاستقبال السياح والزوار وسد الحاجة الناجمة عن افتقار بعض المناطق لأماكن الاقامة والعمل على الاستفادة من صناديق التشغيل والدعم لافتتاح مشاريع متوسطة وصغيرة وزيادة عدد فرص العمل ولزيادة الانفاق بما ينعكس على دخل ابناء المجتمعات المحلية. وأكد القطامين ضرورة إشراك كل القطاعات المعنية بالسياحة بعملية التخطيط والتنفيذ كوكلاء السياحة والسفر والمكاتب السياحية والجمعيات والبلديات وابناء المجتمع المحلي والجامعات والكليات والمعاهد والمدارس وحتى ديوان الخدمة المدنية لمعرفة اعداد الباحثين عن الوظائف وتخصصاتهم. وأما بالنسبة لفرص العمل في قطاع السياحة قال القطامين إنه من المتوقع ان يشغل حتى العام 2015 ما يقارب 100 ألف عامل بفرص عمل مباشرة في قطاع السياحة و250 ألفا بفرص غير مباشرة وهذا من أهم أهداف وزارة السياحة التي نعمل على تنفيذها. وأضاف “هذا بحد ذاته انجاز حين نعرف اين نقف وكيف نبدأ ومع هذا نرى أن مثل هذه النسب حقيقة لا تتلاءم وطموحنا ولا ما تمتلكه المملكة من مقومات كبيرة ومنفردة في السياحة والآثار والتراث، ولا الفرصة التي تتيحها السياحة في دعم الناتج المحلي وتوفير فرص العمل الكبيرة العدد مقارنة بغيرها من الصناعات التي تحظى بدعم أكبر.” وأكد القطامين على أن الوزارة واذرعتها تطمح إلى مضاعفة كل النسب لتماثل النسب العالمية، سيما وان الأردن يمتلك كل مقومات السياحة وعناصر النجاح والانفرادية والتميز وعلى رأسها نعمه الأمن والامان. وحول الاستراتيجية الوطنية للسياحة، بين القطامين أن وزارة السياحة والآثار قامت بصياغة استراتيجية وطنية للسياحة تهدف إلى تعزيز عملية التسويق السياحي، وتطوير الموارد البشرية المتخصصة، ودعم التنافسية وتنوع المنتج السياحي، وذلك من خلال توفير الأطر المؤسسية والقانونية اللازمة بهدف رفع نسبة عوائد القطاع السياحي. وأكد على التركز على توزيع المشاريع والمكتسبات بعدالة بين كل المحافظات لتنعكس فوائد العملية على السياحة والمجتمعات المحلية من خلال خلق فرص عمل جديدة مدربة ومؤهلة وقادرة على الاحلال بمواقع التنافس وتحد من عاملي الفقر والبطالة وبذل الجهود اللازمة لجعل الأردن مركزا اقليميا لخدمات الاستجمام والسياحة وبالتعاون والتنسيق مع اذرعة الوزارة الرافعة كهيئة تنشيط السياحة للعمل على ترويج الأردن كوجهة سياحية تضم الكثير من نقاط الجذب وتلبي رغبات طيف كبير من السياح والمستثمرين بمجال السياحة بالعالم منها موقعه الاستراتيجي المميز الذي يربط آسيا بافريقيا بأوروبا والذي لعب دورا مهما كموقع استراتيجي رابط واستمر بهذا الدور حتى وقتنا الحاضر كحلقة وصل اقليمي. وتطرق القطامين إلى مكانة الأردن من حيث السياحة الدينية مشيرا إلى أن أراضي الأردن المقدسة ترتبط بالديانات السماوية: الثلاث حيث يمر نهر الأردن حيث تعمد المسيح عليه السلام فيه، بالمغطس الماثل لكل شعوب العالم وقد باركه أنبياء عدة كالمسيح وموسى وهارون والخضر وأيوب عليهم السلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وأضاف أنه “من المعروف أن الكثير من الأنبياء والصحابة استشهدوا ودفنوا في الأردن ومازالت اضرحتهم تلقى الرعاية والاهتمام ومنها (جبل نيبو) وسيدنا موسى واخاه هارون (تلة حور، قرب البتراء)، وهناك يوحنا المعمدان (مكاور).” وأشار القطامين للسياحة الدينية المسيحية بوجود كنيسة الاب اسطفانيوس والست عشرة كنيسة والبرج التوحيدي وخرائط مادبا الفسيفسائيه حيث يجد المهتمون خريطة للأراضي المقدسة تعود للقرن السادس الميلادي، وتعتبر واحدة من أكبر وأقدم الخرائط في العالم كما لفت إلى أن الأردن يحتوي على الكثير من المواقع الإسلامية التاريخية المذكورة بالقرآن مثل كهف أهل الكهف. وأما من ناحية السياحة العلاجية فقد أوضح القطامين أن الأردن يتميز بوجود مصادر المياه العلاجية ذات الجودة العالمية ويتميز بمنتجه السياحي العلاجي وهذا ما يؤكده ان حجم السياحة الطبية في ازدياد حيث يتمتع الزائرون بخدمات طبية مشهود لها عالميا. وأشار إلى أن هناك حمامات ماعين المعدنية ومياه البحر الميت التي اكتسبت شهرة عالمية كوجهة للسياحة العلاجية في بلد يزخر بالعجائب الطبيعية ذات القوة الشفائية ؛ تعمل مياه الينابيع الحارة في ماعين على تخفيف آلام المفاصل، وتشكل النسبة العالية لترسب الأملاح والمعادن في مياه البحر الميت ملاذا للمرضى منذ آلاف السنين. ولفت القطامين الى المواقع التي يتميز بها الأردن، مثل البحر الميت الذي يعد أخفض بقعة على وجه الأرض، أو محمية ضانا الطبيعية الواسعة، أو وادي رم المهيب، فيحرصون على العودة إليها مع كل زيارة. وأما خليج العقبة، فهو برأي القطامين موطن لأجمل تشكيلة من الحياة البحرية في الشرق الأوسط، ويعتبر الحيد المرجاني فيه لا نظير له في كل العالم. وعلى صعيد آخر تطرق القطامين إلى أهمية التعاون والتحاور بين القطاعات قائلا إن “عملية الحوار العام تثري الهدف وتجعل العمل ونتائجه أكثر ايجابية، ومن هنا فاننا نشجع العمل على جلسه حوارية يشارك فيها كل المعنيين والمهتمين وذوي الرأي تناقش كل الامور التي تهم السياحة وقطاع السياحة والاثار والخروج بتوصيات وقرارات ولجان متابعة.” وأشار إلى أن هذه الحوارات تهدف لزيادة اعداد السياح وزيادة أيام المبيت وخلق مسارات جديدة للسياح بشتى المجالات، والعمل على فتح اسواق جديدة على العالم الذي يتوق لزيارة الأردن لولا وجود بعض المعيقات التي بدأنا بمعالجتها للوصول لارضية تعاون مشترك مع دول كثيرة من خلال البنود التي اشتملت عليها استراتيجيتنا الوطنية للسياحة الهادفة والاتفاقيات والمنح لرفع كل النسب بغرض تطوير البنى التحتية وزيادة إسهام السياحة في الناتج المحلي في ظل امكاناتنا المتاحة لزيادة عدد السياح وسياح المبيت وخلق فرص عمل جديده مدربة ومؤهلة لاحلالها بالمواقع السياحية والاثرية للحد من غولي الفقر والبطالة.” ودعا القطامين للاستفادة من المنح والهبات المقدمة للأردن من خلال التنسيق مع الجهات المانحة او مصادر التمويل ومن صندوق التنمية وصندوق التشغيل وغيرهما لاقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة تخدم المجتمع المحلي والسياحة، وكذلك استثمار التعاون مع الوزارات والمؤسسات لاتمام ما بدأنا به والبناء عليه حتى ولو كان وضع حجر الاساس فهو بحد ذاته انجاز. وأكد ضرورة التنسيق والتعاون والتواصل مع الوزارات والمؤسسات الاهلية والرسمية والمجتمع المحلي ليكونوا شركاء بالمهمة كون العمل السياحي جهدا جماعيا منظما لكل دوره المناط به، كما وادعو كل المهتمين بالاستثمار بالمجال السياحي للاسهام بتسريع الاستفادة من العملية وتلاقح الافكار والاستفادة من خبرات الغير وتجاربهم في خدمة الهدف. وأخيرا قال القطامين “اننا نجحنا بحق باثبات حضورنا على خريطة العمل السياحي العالمية مثلما استطعنا الحفاظ على موقعنا وانجازاتنا وتعظيمها وحماية مواقعنا وارثنا وتراثنا في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة مرت ويمر بها العالم والعربي خاصة ونحن جزء منه نتأثر به ويؤثر فينا واستطعنا بامكاناتنا الشحيحة ماديا تجاوز المراحل الصعبة والحرجة، واصبحنا قادرين بعون الله بالتعاون مع  شركائنا، على الإنجاز وتحقيق النتائج الملموسة على أرض الواقع.” وقال “نحن متفائلون بمستقبل النمو”، مضيفا أن العمل بدأ يؤتي اكله وبات ملموسا للعيان، في مجال التطوير وزيادة اعداد السياح وجذب الاستثمارات المحلية والخارجية وتوفير فرص العمل للمواطنين بالتعاون ما بين الوزارتين العمل والسياحة والآثار وتوظيف القوانين والمخططات  لهذا الهدف والاعداد لمرحلة من التدريب والتأهيل وتوزيع المشاريع والمكاسب والمنافع والمشاريع بعدالة بين المحافظات حتى لا تظل محصورة بمواقع معينة، حيث ستكون السياحة بالفعل  بعد تحويل الموجودات التراثية والثقافية والبيئية “آبار بترول” بمفهوم جديد ومفيد للمجتمعات المحلية. وقال القطامين إن ما وصلت اليه السياحة الأردنية ليس محض صدفة انما نتيجة دراسات مستفيضة لتحقيق الغرض المهم وهو تطوير البنى التحتية وخلق فرص عمل جديدة مدربة ومؤهلة لاحلالها في المواقع السياحية والاثرية وللوقوف بوجه ثقافة العيب وبوجه تحديات الفقر والبطالة فالسياحة تعد  في مقدمة الخيارات الاستراتيجية لإيجاد فرص عمل للمواطنين.