جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

لماذا تهمل السياحة والاثار سبيل الحوريات وسط العاصمة وهو من اهم شواهد عراقة الاردن وعاصمتها عَمََان ؟

1٬365

واكبت عمَان  ومر بها  أقدم معالم الحضارات الإنسانية ، وتؤكد المكتشفات والمعالم الاثرية عراقة عمَان المدينة للالف السابع قبل الميلاد، ( العصور الحجرية الحديثة)، وعمان حوت بارثها الحضاري شواهد ما زالت  من اثار متناثرة منها ما تم اكتشافة ومنها  ما هو تحت ارضها او سرق او ازيل بعوامل السرقة، اينما توجهت في عمان الحاضر ترى الاثار  من-قلاع ومدرجات و  ابراج وحتى الكهوف التي سكانها اهالي عمان .

 

وقد تعاقبت عليها الشعوب والقبائل القديمة، وتركت آثارها فيها، وتشير الشواهد إلى ان العمونيين انشأوا مملكتهم في عمان، في الالف الثالث قبل الميلاد، واسموها (ربة عمون)، أي (دار ملك – عمون)، والتي تحولت فيما بعد إلى (عمون) فـ (عمّان). كما احتلها الآشوريون ثم البابليون، إلى ان وقعت تحت السيطرة اليونانية، في القرن الرابع قبل الميلاد. ثم احتلها (بطليموس فيلادلفوس)، في اواخر القرن الثالث قبل الميلاد، الذي اقام مدينة جديدة على انقاض المدينة القديمة، ومنحها اسماً مشتقاً من اسمه (فيلادلفيا)، ويعني (مدينة الحب الاخوي)).

سيل عمون او نهر عمون وعمان وفيلادلفيا  كان يخترق عمان العاصمة  وكان النهر -السيل – يحوي القناطر وهذه القناطر أزيلت الواحدة تلو الآخر؛ وذلك خلال طفرة البناء السريعة التي شهدتها مدينة عمان منذ بداية القرن العشرين. وفي سنة 1881 م، لم يتبق من سقف السيل الروماني سوى 100 متر، وكان عرضه سابقاً تسعة أمتار. ويعتبر سقف السيل الروماني من أعظم الأعمال التي قام بها المهندسون الرومان في المدينة. وكان هذا الأثر يغطي السيل من منبعه في رأس العين إلى أن يخر من أحيائها المأهولة قرب جسر رغدان الحالي.

في ذلك العهد الروماني، كان هناك أيضاً شارع مرصوف يخترق مدينة عمان، وكانت هناك ساحة تقبع أمام المدرج الروماني من جهة الشمال، وكانت محاطة بالأعمدة- وهي تشبه الساحة العامة في مدينة جرش. لم يتبق من أعمدة هذه الساحة العامة في مدينة عمان سوى ثمانية اعمدة، وترتفع كل واحدة منها ثمانية امتار، وتعلوها تيجان كورنيثية، وفوقها عتبات غنية جداً بالنقوش والزخارف، وقد كتب على إحداها بالأحرف اليونانية ما ترجمته: ” بُني هذا المدرج بأمر من السلطة الحاكمة ومن الأموال العامة، إكراماً للإمبراطور القيصر تبطس إيليوس هدريانوس أنطونيوس أغسطس، ولأهل بيته”. ويمكن أن يُستنتج أن هذه العتبة التي تبلغ طولها متران وعرضها متر، كانت قد كتبت لتخليد ذكرى زيارة الإمبراطور هدريان إلى مدينة عمان سنة 130 ميلادية.

 

 

كان عرض شارع الأعمدة نحو ثمانية أمتار ونصف، وهو يمتد 800 متر تقريباً؛ وتبدأ من نقطة تقع على مسافة 100 متر جنوب غربي المسجد الحسيني- أي في شارع الملك طلال، وتنتهي عند النقطة التي تقع بالقرب من جسر رغدان في نفس المكان التي أقيمت فيها البوابة الشرقية.

وبما أن الساحة العامة كانت تحتل الساحة الواقعة من الناحية الشمالية للمدرج الروماني، فقد كان هناك مقابل الساحة الهامة درجاً عريضاً يتسلق سفح جبل القلعة حتى يصل إلى معبد هرقل. كان هذا الدرج يبدأ من بوابة تماثل البوابة الموجودة في جرش؛ وكان الرحالة الأجانب قد شاهدوا بقاياها سنة 1911 م، وكانت تعتبر هذه البوابة آنذاك بفتحاتها الثلاث من أجمل عمائر مدينة فيلادلفيا.

بقايا أخرى لسبيل الحوريات :هناك بقايا أخرى لآثار سبيل الحوريات: وهي قاعة الموسيقى؛ أو المسرح المدرج الذي ما تزال بقاياه قابعاً في الجهة الشرقية للمدرج الروماني. وكانت هذه القاعة تستخدم كمسرح صغير لعرض المسرحيات الجديدة، وإقامة الحفلات الغنائية والموسيقية والقراءات الأدبية والشهرية التي تهم خواص الناس.

 

 

خلال الأعوام 1990- 1998 م قامت دائرة الآثار الأردنية العامة بإزالة طبقات ضخمة من الركام والأتربة التي كانت تملأ قاعة هذا المدرج وجوانبه، فظهرت بمجهودهم جدران المسرح المقوسة الرائعة. وقد أعيد بناء العقود إلى جانبي المدرج وخلفه، كما تم تجديد بناء صفوف المدرج التسعة، والتي تتسع لما يقارب 500 متفرج. كما أعيد بناء المسرح الخشبي، وووضعت الأبواب الخشبية لمداخله، كما تم تبليط ركن جوقة الموسيقى بالرخام الأبيض، والمساحات إلى جانبي المسرح وخلفه.

 

 

عوامل التدهور

تدهور هذا الموقع الأثري يعود إلى عوامل طبيعية (مثل الأمطار الحمضية، والتلوث، وما إلى ذلك). ولكن على الأكثر على أيدي السكان، بحيث أصبح لفترة طويلة ملاذ للمشردين وموقعا لرمي القمامة وقضاء الحاجة.

 

إننا نتساءل اليوم عن سبب هذا التدهور، هل هو بسبب جهل المواطن أو لعدم اكتراث المسؤولين؟

 

 

.صورة للقناطر التي كانت تعد بالمئات على سيل عمان احد روافد نهر الزرقاء