جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

اعادة الحياة الى قصر هشام بن عبد الملك في اريحا

1٬411

عالم السياحة-أعاد عشرة فنانين فلسطينيين وأجانب جانبا من الحياة إلى قصر الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك في مدينة أريحا من خلال أعمال فنية انسجمت مع روح المكان.

وتعددت الأعمال الفنية ما بين الرسم والنحت واستخدام المؤثرات الصوتية في ساحات القصر التي لا تزال أجزاء كبيرة منها ماثلة للعيان.

وقال الفنان التشكيلي الفلسطيني خالد الحوراني أحد المشاركين في انجاز هذا العمل خلال وجوده في المعرض الذي افتتح مساء الأحد “القيام بعرض أعمال فنية في هذا المكان التاريخي تحد كبير جدا للفنانين”.

وأضاف “قبل البدء في انجاز الأعمال الفنية استمع المشاركون في المعرض إلى شرح عن طبيعة المكان من الدكتور حمدان طه الخبير في الموقع والذي أشرف على أعمال الترميم والتنقيب التي جرت فيه كما قدمت الفنانة فيرا تماري شرحا عن طبيعة الناس الذين سكنوا هذا المكان”.

وتشير نشرة حول القصر الى أنه شيد في الفترة ما بين 743-744 ميلادية وكان عبارة عن قصر شتوي للراحة والاستجمام على أطراف بادية الشام وقد دمر هذا القصر في زلزال عنيف ضرب المنطقة عام 749 ميلادية.

ويضم الموقع الأثري الذي يتميز بلوحات الفسيفساء في أرضيته “القصر والحمام الكبير والمسجد وحوض الماء المزخرف ويحيط به سور خارجي غير مكتمل”.

وأوضح الحوراني أن صعوبة إقامة معرض فني في هذا المكان تنطوي على عدم احداث أي تغيير فيه أو إضافة أي شيء يمكن أن يؤثر على جماليته أو يتعارض معها لذلك حاولت الأعمال الفنية بث الحياة فيه.

واختارت الفنانة الفلسطيينة عواطف رومية المشاركة بعمل فني يعيد الحياة إلى نافورة المياه وصوت دبيب أرجل الداخلين إلى القصر.

وقالت عواطف خلال وقوفها إلى جانب عملها الفني “عملت على الاستماع إلى صوت نافورات المياه القديمة وقمت بتسجيل صوتها وقمت بوضع التسجيل بطريقة مخفية إلى جانب النافورة بحيث كلما مر شخص من جانب النافورة اشتغل التسجيل”.

وأضافت “قمت كذلك بتسجيل أصوات الأرجل وهي تسير على الارض ووضعتها على مدخل القصر”.

وشكل تاريخ المكان الذي كانت تتدفق فيه مياه الينابيع من الجبال المجاورة إلهاما للفنانة الصربية تمارا سنيك في تنفيذ عملها الفني.

وقالت تمارا “عندما استمعت إلى تاريخ المكان وأن المياه كانت تتدفق إليه وعند مشاهدتي للقنوات الجافة قررت ان أعيد مشهد المياه اليها”.

وعملت تمارا على احضار حجارة صغيرة من وادي مجاور ولونتها بالأزرق ورصفتها في إحدى قنوات المياه القديمة فبدت المياه الجارية فيها.

وأعربت تمارا عن سعادتها بالمشاركة مع فنانين فلسطينيين في معرض مشترك وقالت “تبادلنا الأفكار ووجهات النظر حول الأعمال الفنية وكان مهم الاستماع إلى وجهات نظر مختلفة .. هذا يغني العمل الفني”.

وقدم الفنان الفلسطيني رأفت أسعد فرصة لزاور القصر للتخيل بأنهم يسكنون في طوابقه العليا من خلال رسم لوحة فنية تجسد المنظر الذي كان سيشاهدونه أمامهم من جبال ورمال وبحر كما لو كانوا في طوابق القصر العليا.

ويأمل القائمون على المشروع الذي موله الاتحاد الأوروبي من خلال التعاون بين شبكة الاتحاد للمراكز الثقافية ووزارة السياحة والآثار الفلسطينية أن يساهم في تعزيز حركة السياحة للمكان.

وقال خالد الحوارني “سنسعى إلى تكرار هذه التجربة في أماكن تاريخية وأثرية أخرى ونأمل ان نكون قد ساهمنا في إضافة بعض الحياة للمكان”.

وقال ماجد الفتياني محافظ أريحا في كلمة في افتتاح المعرض “الفنانون كتبة التاريخ وهم الأكثر قدرة على جلب وتوضيح الجوانب التاريخية المتعددة. وهذا الجهد الفني قراءة واضحة لتاريخ هذا المكان”.