جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

شلل وتراجع صناعة السياحة (ببيت لحم ) استعدادا – لاحتفالات اعياد الميلاد المجيد

بسبب الاحداث والكارثة في قطاع غزة وتداعياتها

508

تراجعت صناعة السياحة بنسبة 100 في المئة في بيت لحم، مهد المسيح وقبلة حجاج الطائفة المسيحية في ديسمبر من كل عام.ويقول أصحاب الأعمال في بيت لحم

عادة ما تتحول مدينة بيت لحم في احتفالات عيد الميلاد إلى خلية نحل من الحركة والنشاط التجاري، لكن حرب هذا العام جعلت السياح والزوار يبتعدون عن المدينة الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وجعلت الفنادق والمطاعم ومتاجر الهدايا التذكارية تخلو من الزبائن.

في انتظار الزوار

وتضرر القطاع السياحي بنسبة 100 في المئة، وأدى إلى إغلاق المطاعم السياحية وتعطل حركة الفنادق السياحية، وسجل حجم الخسائر السياحية للمحافظة بالملايين من الشواكل، وفق بيان وزارة الاقتصاد.

وقال أحد، أصاحب فندق ألكسندر، والذي عاشت عائلته وعملت في بيت لحم منذ أربعة أجيال، إن الفندق بلا نزلاء. وأضاف أن هذا “أسوأ عيد ميلاد على الإطلاق” لأن بيت لحم مغلقة في عيد الميلاد، فلا شجرة عيد ميلاد، لا فرحة ولا روح عيد الميلاد.

وتقع بيت لحم جنوبي القدس مباشرة، وتعتمد بشكل كبير في الدخل والوظائف على الزوار من جميع أنحاء العالم الذين يأتون لرؤية كنيسة المهد.وقال إنه قبل السابع من أكتوبر، كان فندقه محجوزا بالكامل لعيد الميلاد، لدرجة أنه كان يبحث عن غرف في مكان آخر في المدينة لمساعدة الأشخاص الذين لا يستطيع استيعابهم.

وألغى الجميع حجوزاتهم، بما في ذلك حجوزات العام المقبل. وقال إن كل ما يحصلون عليه عبر البريد الإلكتروني هو إلغاء تلو إلغاء

وقال إن المطعم كان يعج بأكثر من 120 شخصا في العشاء كل ليلة. وكانت الحركة والصوت يملآن المكان، أما الآن فإن الصمت هو الذي يسود المكان.

وخيم سكون استثنائي على ساحة المهد في بيت لحم أمام كنيسة المهد التي عادة ما تكون نقطة محورية لاحتفالات عيد الميلاد، وخلا المكان من الحركة وكذلك الشوارع القريبة حيث أغلقت معظم متاجر الهدايا أبوابها.

وكان بائع الصلبان وتماثيل مريم العذراء وغيرها من الأيقونات الدينية في متجر عائلته، يرتب الرفوف والبضائع لتمضية الوقت.

وقال إنه مضى ما يقرب من شهرين دون أيّ زائر أو سائح وإنه لا يفتح المتجر إلا كوسيلة للفرار من اليأس. وتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها.

وقال صاحب مطعم للفلافل، إن مطعمه يعمل بنسبة عشرة أو 15 في المئة من طاقته ويقدم الطعام للعائلات الفلسطينية المحلية بدلا من التدفق المعتاد للزوار الأجانب.

وقال إنه لا يواظب على بقاء المطعم مفتوحا إلا لأن موظفيه في حاجة إلى العمل. ولأنه دون عمل فلن يجدوا ما يطعمون به أسرهم.

وأضاف أنه يدعو الله أن يحل السلام لأن بيت لحم هي المدينة التي ولد فيها السلام ومن ثم يجب أن تكون رسول السلام إلى العالم

وفي مثل هذا الوقت من كل عام، كانت بيت لحم تعج بالحجاج المسيحيين والسياح الذين يزورن المدينة احتفالا بعيد الميلاد، حيث تقام احتفالات وتضاء شجرة الميلاد التي تعد واحدة من أهم أشجار الميلاد في العام.

وخلت أزقة البلدة القديمة وأسوار الكنيسة الأهم للمسيحيين في العالم من أي مظاهر للزينة والعيد. وبدت ساحة المهد، التي تشهد دوماً حركة نشطة، وتنصب فيها كل عام شجرة الميلاد، شبه فارغة إلا من السكان المحليين.

قرر مجلس الكنائس في فلسطين منع احتفالات عيد الميلاد هذا العام، وتقتصر فقط على المراسم الرسمية في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور.

وتضم بيت لحم كنيسة المهد التي شيدت على المغارة التي ولد فيها السيد المسيح، حيث تقام الصلوات من أجل أطفال غزة منذ بدء الحرب، فيما تبدو الساحة شبه فارغة من المارة والسياح.

ويعتمد اقتصاد بيت لحم على قطاع السياحة، لكنه هذا العام شهد ضربة كبيرة في أهم موسم مما أثر سلبا على الوضع الاقتصادي في المدينة بحسب رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا.