طن ونصف من النفايات في ساعة واحدة فقط!
طن ونصف من النفايات في ساعة واحدة فقط!
وادي السير، الأردن — السبت 8 نوفمبر 2025 (09:30–12:00).
نظّم مشوار بيئي — إحدى مبادرات مركز الشرق الأوسط لتمكين المبادرات (MECIE) — فعالية تطوعية بطول 2 كم على امتداد سيل وادي السير، شارك فيها أكثر من 300 مبادر من منظمات المجتمع المحلي والقطاع الخاص والمنظمات الدولية العاملة في الأردن، إلى جانب ممثلين عن بعثات دبلوماسية وجاليات أوروبية.
الطاقة الإيجابية تبدأ الآن — لعب مشروع Waste to Positive Energy (GIZ) دورًا محوريًا في تحويل التحدّي إلى فرصة؛ حيث أكّد فريق المشروع جاهزيته ودعمه الكامل لتوسيع نماذج تحويل النفايات إلى طاقة وقيمة مجتمعية، داعيًا إلى تعميم هذا النموذج في مختلف مناطق الأردن لما يمثّله من أثر مستدام.
خلال الفعالية جُمِع ما يقارب 1.5 طن من النفايات خلال ساعة واحدة، وكشفت عملية الفرز الميداني أن أكثر من 90% من الكمية كانت مخلفات بلاستيكية غير قابلة للتحلل، ما يؤكد الحاجة الملحّة لخفض استخدام البلاستيك الأحادي والتوسع في برامج الفرز من المصدر والحلول البديلة.
لماذا هذا المشوار مهم؟
لأنه يترجم البيئة والسياحة المسؤولة من شعارٍ إلى سلوك يومي — فكل خطوة على المسار تعني احترام الطبيعة وتقليل البصمة البيئية. كما يفعّل المشاركة المجتمعية عبر أدوار واضحة للعائلات والشباب والأطفال، حيث يتعلم الجميع أسس الإدارة الذكية للنفايات بالفرز من المصدر، وربط ذلك بعاداتٍ بسيطة قابلة للاستمرار في البيت والمدرسة والحي. بهذا المعنى، «المشوار» ليس نزهة فحسب، بل تجربة تعلّم بالممارسة تنقل المعرفة من الورق إلى الأرض.
قيمة المكان وأصالته
اختير وادي السير لكونه مسارًا سياحيًا طبيعيًا تحيط به بساتين التين والرمان وتجاوره مواقع جاذبة في وادي السير وعراق الأمير. يحتفظ الوادي بذاكرته المائية عبر ينابيعه (عين الكرسي، عيون غُريدة، عين الخيل، عين وادي السير، عين الدير) والطواحين المائية التاريخية التي تشهد على علاقة الناس بالماء والأرض. هذا المشهد الطبيعي-التراثي يمنح «المشوار» بعدًا وجدانيًا يعمّق الارتباط بالمكان، ويؤكد أن حماية البيئة تبدأ من المواقع التي نحبّها ونرتادها.
رسائل قيادية وحضور رسمي مميّز
شهدت الفعالية حضورًا رفيع المستوى من قيادات وطنية ومحلية منهم : معالي وزير الأشغال السابق يحيى الكسبي وعضو مجلس الأعيان ممدوح نبّاص و عطوفة المهندس محمد الفاعوري، نائب مدير المدينة لقطاع المناطق والبيئة، حضرت المهندسة سهى الشيشاني، المدير التنفيذي للدراسات البيئية ، إلى جانب وفود من عدة سفارات وجاليات أوروبية، ما يعكس التزامًا مؤسسيًا واسع النطاق تجاه حماية البيئة وتعزيز سلوكيات مستدامة.
منسق المبادرة
وأشاد فيصل أبو السندس بالحضور والتفاعل المجتمعي، موجّهًا رسالة مباشرة للأسر: “نحن لا نجمع النفايات فقط… نحن نعيد تشكيل السلوك. اليوم يبدأ التغيير من أطفالنا وبيوتنا. مشوار بيئي يقود الرقابة المجتمعية ويعزّز الدور المحوري للمجتمع المدني في حماية طبيعتنا.”ورسالة الى صناع القرار المحلي والوطني باننا نحتاج الى جهود اكبر في تحسين تطبيق التشريعات والادارة والرقابه ليكون الاردن نموذجا بيئيا مميزا
تعليم وتفاعل ميداني
لم تقتصر الفعالية على الجمع، بل تضمنت سلسلة أنشطة تعليمية وتطبيقية منها: الزراعة بتقنية كرات الأرض الطينية (Seed Balls)، جلسة توعوية حول الأفاعي السامّة وآليات السلامة، محطات فرز ميداني وتدريب عملي على الفرز من المصدر، وأنشطة توعوية تفاعلية للأطفال العائلات لتعزيز مفهوم التعلّم بالممارسة.
استنتاج عملي ودعوة للتوسّع
النتائج الميدانية اليوم توصل رسالة واضحة: التركيز على خفض البلاستيك الأحادي الاستخدام، توسيع برامج الفرز من المصدر، ودعم نماذج تحويل النفايات إلى طاقة وقيمة مجتمعية هي خطوات أساسية لخفض الكميات التي تصل إلى البيئة. تُدعو المبادرة الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشركاء الدوليين إلى تعزيز وتمويل وتوسيع هذه المبادرات في مختلف محافظات الأردن.
للتواصل الإعلامي
فيصل أبو السندس — منسّق مشوار بيئي
هاتف: +962 77
طن ونصف من النفايات في ساعة واحدة فقط!

هي